يدور حول نفسه خطاه تتعالي بقلق و الهواجس الخفية تحيط برأسه من كل موضع لاذال حائرآ من اخر كلمات ودعته اياه و كانها رسالة آلت ان تتركها له.. 

- اكليل الورود المسجي علي جدار القبر.. اعتبره اخر ما تركت لك.. - 

لم تترك له الفرصة للحظات الوداع فقد آبت الا ان ترحل بعيدآ دون سابق انذار.. 

بات المنزل فوضاويآ بشكل غريب الاثاث مسجي في اعتاب متفرقة..  ثياب - وليد - مسجاه علي اعتاب المقاعد.. اوراق و كتب متناثرة في مواضع عدة.. حجرة المعيشة قد تناثرت بها الاطعمة و اتسخت الستائر..  يبدوا ان - ميرال - آن نفذت تهديدها بات كل شئ عبثآ خاويآ من اي نظام... 

آبية تلك الذكريات العابرة الا تفارقه يتذكر جيدآ الليلة الماضية..  بات آويآ في غرفة المكتبة يطالع احدي الكتب آن ولجت - ميرال - الي الغرفة و علامات الغضب الشديد  بادية علي وجهها.. لم يعيرها اهتمام و ظل يتابع الكتب..  اقتربت منه بغضب و علا صوتها: 

لم آت الان الا لاعلامك بقراري النهائي..  لم اعد احتمل تلك الحياة التي سببت لي الالام.. طلقني و اطلق سراحي ستصحو غدآ و لن تجد لي وجود في المنزل فقط ارسل لي محضر طلاقي عند والدي بهدوء و لا اريد منك اي مطالب مادية.. 

- ميرال - ارجوكي هل تعيي ما تقولي؟.. 

انا اعيي ما اقول جيدآ..  اذا اشتقت الي بامكانك الولوج الي القبر المجاور.. اكليل الزهور المسجي علي جدار القبر اعتبره اخر ما تركت لك..  

منذ تلك اللحظة اختفت - ميرال - من حياة - وليد - تماما ارهقه التعب و غلبه النوم في حجرة المكتبة.. لتفيق عيناه في الصباح التالي و المنزل خاويآ من - ميرال - 

بات يبحث عنها في كل موضع بلا فائدة قفزت الي عيناه صورة القبر.. آن الولوج اليه ليري الاكليل.. 

قبر شاسع قابعآ في وسط القبور نقشت علي اعتابه عبارات الجمته اياه - هذا قبر السيدة - ميرال - التي توفيت في عام 2015.. و علي جانبي القبر اكليل زهور مسجي برفق...  

بات الامر مخيفآ و غريبآ في آن واحد.. قرر الذهاب الي والد - ميرال - السيد - يوسف - لعله لديه الجواب.. 

 في تلك الحديقة الهادئة آويآ ذلك الرجل العجوز الذي جاوز الستين من ربيع العمر وحيدآ بلا رفقاء يتابع المياه الجارية في البحيرة باديآ الاسي علي وجهه يقترب منه - وليد - بقلق: 

مرحبآ سيد - يوسف - هل لي ان ارافقك؟.. 

الشاب غريب الاطوار - وليد - ثانية تفضل بالجلوس الي ولدي.. 

انا لا افهم اي شئ يا سيدي..  كيف توفيت - ميرال - منذ عام عام 2015 في حين ان زواجنا كان العام الماضي 2017..  

لاذلت آويآ في هرائك يا ولدي..  ابنتي - ميرال - ماتت عازبة و لم تتزوج قط.. و لكنني سأخبرك شيئآ اتي قبلك رفقاء كثيرون ادعوا الزواج بابنتي - ميرال -

هل تعني ان ما بدي لي كان شبح..  لماذا ظهرت لي اذن.. 

 لا ادري و لكنني اشتاق اليها كثيرآ مسكينة ابنتي عانت كثيرآ من مرضها اللعين.. 

لا اصدق انني قضيت عامآ كاملآ برفقة شبح.. 

- ميرال - كانت تثق بك كثيرآ يا ولدي..  يكفي انك كنت توليها اهتمامآ كبيرآ لعلاجها من المرض اللعين.. 

و كأن جدار الذكريات آبي الا ان يترائي الي ذهنه الان بات يذكر ليلة الوداع..  حينما باتت - ميرال - مسجاه - في غرفة المشفي و هي تآوي لتغادر روحها الحياة..  كان آويآ الي جوارها و هو يحاول انقاذها بلا فائدة نظرت اليه بوجهها الشاحب ودعته اياه.. 

- اكليل الزهور لا تنسي ان تضعه علي رفات قبري - فانا اهواه كثيرآ حتي تذكرني به -.. 

الان بات له كل شئ واضحآ غادر العجوز مستئذنآ الي رفات القبر.. و هو ينظر الي اكليل الزهور و قلبه يئن..  

- اشتقت اليك كثيرآ يا - ميرال - سيظل اكليل الزهور آويآ روحي اليكي...