غياب الشفافية والمساءلة لدى منظمات الإغاثة الإنسانية في اليمن
مساق الشفافية والمساءلة والمشاركة
نشر في 14 ديسمبر 2020 .
في العام 2018 تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع حملة #وين_الفلوس، بعد أن نشرت الأمم المتحدة كشوفات تضم أسماء 96 منظمة محلية ودولية، استلمت ما يزيد عن 2.6 مليار دولار خلال العام ذاته.
ومع ذلك تفاقم الوضع الإنساني وارتقع معدل انعدام الأمن الغذائي من 41% في عام 2014 إلى 66% في عام 2018 وإلى 75% في العام 2019. في حين أعلنت الدول المانحة بأن اجمالي المساعدات تجاوز 10 مليار دولار.
ووجهت الاتهامات بسبب وجود شبهات بعمليات فساد وهذا ما أكدته الأمم المتحدة باتهام شركاء محليين بالتلاعب بتوزيع المساعدات.
ولم يقتصر دور الفساد داخل أورقة المنظمات المحلية والدولية على توزيع المساعدات، بل طال تنفيذ المشاريع ذات الاستجابة الانسانية. وذلك لغياب الرقابة والمتابعة. مما نتج عن ذلك معايير جودة قليلة في التنفيذ والتسليم المتأخر للمشاريع.
وفي الوقت الذي يتطلب فيه محاربة الفساد وجود إرادة سياسية ومشاركة مجتمعية، نجد أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن يتهمون منظمات الإغاثة بأنها أصبحت تسعى إلى إطالة أمد الحرب للاستفادة من المبالغ المهولة التي تستلمها، وتحقيق مكاسب شخصية على الرغم من أنها مؤسسات لا تهدف إلى الربح وتساهم في التنمية، وكل ذلك في ظل أزمة تعيشها اليمن بسبب الحرب.
ومن أهم أسباب انتشار الفساد داخل منظمات الإغاثة، هو غياب مبادئ الشفافية والمساءلة، ضعف قيم النزاهة، تجاهل دور الرقابة الفاعلةـ عدم خضوعها للرقابة المحلية، ظهور الوساطة والمحسوبية والمحاباة، استغلال النفوذ الوظيفي، استغلال العمل الإغاثي للكسب الغير مشروع، غياب تقييم آثار العمل الإغاثي، عدم اتباع المعايير المهنية والدولية خلال ممارسة أعمالهم.
وبسبب الحرب المستعرة في اليمن منذ ست سنوات تقريبا، فإن مشاريع المجتمع الدولي في اليمن قائمة على المشاريع ذات الاستجابة الإنسانية وليست التنموية. وبسبب تهميش التنمية أدى ذلك إلى دخول اليمن، في حلقة مفرغة، وجعله عالة تنتظر المساعدات. وانتشار الفساد داخل منظمات الإغاثة الدولية منها والمحلية.
ولأهمية دور الشفافية والمساءلة والمشاركة في مكافحة الفساد وكيفية تفعيل دورهم في المجتمعات، قدم معهد الفضاء المدني مساق الشفافية والمساءلة والمشاركة.
وتعتبر الشفافية والمساءلة ركنان مهمان ضمن أركان الحكم الرشيد. ويقصد بالشفافية خلق بيئة تكون فيها المعلومات المتعلقة بالظروف والقرارات والأعمال الحالية متاحة ومنظورة ومفهومة. وذلك من خلال النشر في الوقت المناسب والانفتاح لكل الأطراف ذوي العلاقة. بينما المساءلة التزام منظمات الإدارة العامة بتقديم حساب عن طبيعة ممارستها للواجبات المنوطة بها بهدف رفع الكفاءة والفعالية لهذه المنظمات. (د. عبد الله بن سليمان العمار – الشفافية والمساءلة الإدارية).
والجدير ذكره، أن معهد الفضاء المدني CSI هو معهد تعليم إلكتروني، لنشطاء المجتمع المدني، مفتوح لمن يريد أن يتعلم أو يساهم في تعليم الآخرين. يقدم العديد من البرامج التعليمية والدورات التدريبية. يعرض المقررات الإلكترونية والمحتوى العلمي بطريقة منظمة وسهلة التصفح. ويتيح إدارة هذه المقررات التعليمية إلكترونيا.
هناء الحارثي
-
هناء الحارثيكاتبة وصحافية وناشطة في المجتمع المدني