الصبية و العجوز - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الصبية و العجوز

  نشر في 23 يونيو 2019 .

اعدت -مهدية - غرفة استقبال الضيوف بانتظام و قد فرشت اثاث بسيط من مقعد هزاز و كنبة ستوديو و ثلاجة صغيرة كما بسطت الاكلمة الكتانية علي ارجاء ارض الغرفة.. 

باتت تستعد منذ الليلة الماضية لقدوم - امرأة الحنة - - فريحة - تلك العجوز القادمة من اقصي بلاد السودان..  كانت - مهدية - تستعد للاحتفال بزفافها الاسبوع القادم علي خطيبها - يحيي - الذي انشغل تمامآ في سفرته الي بلاد العجم و سيعود اليها قريبآ قبل العرس... 

عرفت - فريحة - بين الرفيقات برسوماتها الرائعة مما جعلهن جميعهن يقبلن علي اللجوء اليها قبل الزفاف... 

لم تكن - مهدية - راضية تمامآ عن تلك الزيجة - العملية - حيث زوجها اباها - فراس رجل الاعمال الشهير الي ابن منافسه - حمدان - حتي لا يقطع عليه تجارته... مما اشعرها انها مجرد صفقة رخيصة الثمن... 

رن جرس المنزل فهرولت - مهدية - لتفتح الباب لتجد امامها - فريحة - التي استقبلتها بالثرثرة كالمعتاد و انهالت عليها بالاحضان و العبارات التهنئة... 

افلتت منها بأعجوبة و ادخلتها الي حجرة الضيوف المعدة لها بهدوء..  لمحت - فريحة - علامات الحزن البادية علي وجهها فنظرت اليها بعتاب 

ما بك يا - مهدية - هل هذا وجه عروس ام عجوز شاحبة!! 

لا فرق يا خالة.. سيقودني ابي الي سجني المصيري قريبآ 

لعله خير يا ابنتي.. 

انا غير مطمئنة يا خالة دعك من هذا الحديث سادعك تاخذين قسطآ من الراحة فلديكي عمل كبير... 

الم تري ما احضرت لكي من الهدايا خذي هذه السلسلة الذهبية ورثتها عن جدتي و ليس لدي اغلي منها فاهديكي لكي يا اغلي بنية.. 

اووه شكرا يا خالة هذا لطف منك ساعتبرها اعز تذكار... 

امتطي _ يحيي - خيله و الغضب بادي علي وجهه دخل الي والده غاضبآ في مكتبه.. 

لماذا حكمت علي بالاعدام يا ابي 

ما بك يا يحيي الصبية جميلة..  

لا اريدها يا ابي 

ليت الامر بيدك يا ولدي.. 

بينما - مهدية - غارقة في احلامها رأت نفسها فوق صهو جياد الخيل و كادت تسقط منه لولا ان انقذها - يحيي - استيقظت من حلمها متعجبة نظرت الي السلسلة لتنتبه لوجود طلسمات غريبة... 

اتصلت علي الفور - بهدي - و هي قلقة 

- احضري فورآ يا عزيزتي 

ماذا بالامر الوقت متأخر يا - مهدية - 

العجوز - فريحة - اهدتني سلسلة بها طلسمات غريبة.. 

اووه انتبهي يا - مهدية - لقد اعطتك سحر الحب.. 

ماذا؟؟؟؟ 

ساخبرك الحقيقة لقد طلب منها حماكي ذلك....  حتي تتقبلي ولده... 

لالالا لقد بدأ مفعول السلسلة...!!! 

دخل - يحيي - الي منزل صهره و يبدوا علي وجهه الاسي و عدم تقبل الامر الواقع..  هرولت اليه - مهدية - بلهفة 

- يحيي - اين  كنت اشتقت اليك كثيرآ يا عزيزي... 

اندهش _ يحيي - مما سمع و نظر اليها ساخرآ 

ما بكي يا - مهدية - هل انتي مريضة... 

فليذهب عمري كله سدي فدائآ لك.. 

تحركت احاسيس - يحيي - تجاه - مهدية _ ابتسم لها بهدوء 

تبدين - لطيفة - اليوم يا عزيزتي اتمني ان تبقي هكذا.. 

عيوني لك يا عزيزي... 

ابتسم - يحيي - ضاحكآ 

عمي هيا زوجني ابنتك.... 

اقتربت العجوز - فريحة - من خلف - مهدية - و سحبتها من يدها تلقائيا... 

تعجب - يحيي - و صرخ غاضبآ 

ماذا تفعلي يا - فريحة - دعي خطيبتي و شانها... 

اصمت حالك سارسم لها الحنة... 

ان كان هكذا لا مشكلة الي اللقاء... 

نظرت - مهدية - الي - فريحة - بعد ان عادت الي وعيها 

ماذا حدث يا فريحة... 

اخذتك من المشهدالغرامي مع خطيبك 

ماذا تقول يا امرأة انا امقته.. 

لم تكوني منذ قليل هكذا... 

لا لماذا جعلتني اهيم به سحرآ... 

لان والده يريد ذلك... 

خذي سلسلتك و دعيني.. 

لا فائدة قضي الامر لقد احبك خطيبك... 

هناك حل واحد!! 

ماذا تقصدين!!! 

اقتليني يا - فريحة - 

هل تمزحين اتريدين الزج بي الي السجن.. 

الامر مجرد مسرحية حتي استطيع الهروب و سنعد لها جيدآ... 

لدي الخطة  يا - مهدية - ساهربك الي الغابة عند ولدي و يستولي هو امر تهريبك حيث تريدي...  و ساخبرهم انكي ضللتي الطريق.. 

شكرا يا خالة هذا لطف منك هيا بنا.. 

اتجهت - فريحة - بصحبة - مهدية - الي الغابة حيث يعيش ابنها - فهد - الذي تعودهم بحماية - مهدية.. 

جلس - فهد - عند البحيرة و قد اسدل اطراف قدمه التي لامستها المياه و بجواره جلست - مهدية - التي عزفت الناي برقة و نعومة و هي تنثر الورود في الماء ابتسم لها - فهد _ ضاحكآ :

يا لرقتك لذي الحل المناسب لكي ما رأيك ان تغيري لقبك الي - مدام فهد -... 

ضحكت - مهدية - بخجل و هي تنظر الي الماء ثم اردفت بدلال :

يبدوا انني مضطرة لقبول العرض....!! 

نثر - فهد - الورود عليها فرحآ و هو لا يصدق انه ستتزوج هذه الصبية... 

اوقف احلامهم - يحيي - الذي صرخ فيها غاضبآ 

ايتها الخائنة تهربين من اجل شاب..  ساقتلكم الان... 

انا لست خائن الزواج ليس رغمآ انا هربت من صفقتكم الحقيقة و قررت مصيري بيدي... 

فات لامر يا - مهدية -

صوب تجاهم بندقيته التي اردتهم مقتولين في الحال و الدماء تنثر منهم!!! 

ثم هوي بجسده الي البحيرة منتحرآ ليغوص في قاع الاعماق... 

جلست - فريحة - باسي في غرفة 

الضيوف - و هي تشتاق باسي الي ولديها حينما رأت طيف ابيض لفتاة رقيقة يدور في ارجاء المنزل و يبتسم اليها من بعيد...!!! 

- النهاية - 







  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 23 يونيو 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا