كنز تحت المنصة
كنز الأفكار
نشر في 27 ديسمبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
منذ عام تقريباً ..
أردت كتابة مقال عن الفجوة التي حدثت بين العالم الافتراضي و الواقع الذي نعيشه بعدما انحصرت الثورة في السنوات الأخيرة خلف قضبان مواقع التواصل في سجون كبيرة تحت مسمي فيسبوك و تويتر
فأخذت أبحث بين المواقع عن منصة أكتب فيها تجربتي في سطور مختصرة كنوع من أنواع التوثيق و سرد للأحداث و تحليلها من منظور ثوري ، و بالفعل كتبت مقال في منصة مقال كلاود بعنوان (( ما بين الواقع و الافتراضي يتغير مفهوم الثورة )) و نشرت رابط المقال علي صفحتي علي تويتر و انتهي الأمر و انقطعت علاقتي بالمنصة بانتهاء كتابتي للمقال و اكتفيت بما أكتبه من تغريدات علي تويتر و متابعة من أتابعهم و أتعلم الكثير من كلماتهم و اراءهم و أفكارهم
ثم مرت الشهور و أردت كتابة مقال آخر عن التعصب مرض العصر فتذكرت أن لدي حساب علي مقال كلاود و تمنيت أن أتذكر كلمة المرور و بالفعل قمت بتفعيل الحساب مرة أخري
و قبل أن أبدأ في كتابة المقال جاء بخاطري ما المانع من القاء نظرة سريعة علي المقالات المنشورة علي المنصة ؟ و بدأت في تصفح ما هو منشور من مقالات علي المنصة و اتنقل بين الأقسام في حالة من السعادة و الاعجاب بما هو مكتوب بتلك الأقلام الرائعة و العقول الراقية و قرأت أكثر من مقال حتي أنني لم أشعر بمرور الوقت و بعد أكثر من ثلاث ساعات و أنا أتأمل في محتويات هذا الكنز الرائع .. راودني سؤال آخر أشعرني بالحسرة كيف لم تنتبه لهذا الكنز العظيم ؟!
بحار من الأراء و أفكار رائعة و مفردات جميلة من كُتاب أغلبهم من الشباب و ليسوا من النخبة أو المشاهير .. و بدأت أتجول مرة ثانية بين الأقسام و أُبحر عبر الصفحات كأني في مكتبة كبيرة ممتلئة عن آخرها بالكتب المتنوعة الرائعة أقرأ من كل كتاب أجمل ما فيه من سطور و كلمات .. و السؤال يتكرر كيف لم أنتبه الي هذا الكنز الرائع ؟! الذي لا يستطيع أن يحمله العُصبة من الرجال و لو بدأت في جمع و احصاء ما به من جواهر فكرية ستحتاج الي عدة أشهر
فمتعة القراءة أضعاف متعة الكتابة و الابحار في أفكار و آراء الآخرين أكثر جدوي من الابحار في أفكار نفسك .. فالثانية جزء من الأولي و الأولي مُكملة للثانية و كل رأي و فكرة جديدة هي اضافة الي أفكارك .. فما الذي يزيدُ علي شخص يقف كل يوم أمام مرآة لا يري فيها الا نفسه ؟
فعالم المعرفة نور و أفكار و آراء أو صراع و ضلال و أهواء .. و لو طبقنا نصف الكلمات و المباديء و القيم التي نقرأها أو نكتبها علي صفحاتنا لتغير الواقع .. و لو جمعنا أغلب الكلمات التي نكتبها في كل يوم و رتبناها علي شكل جمل قصيرة ستحمل نفس المعني من شخص لأخر .. فتشابه الكلمات عند البعض ليس اقتباساً .. فالكلمات الرائعة و المعاني الجميلة هي ألوان مختلفة لـ مجموعة أشخاص في نفس الصورة
و كل منا يُصيب و يُخطأ ، يتعلم و يُعلم ، و نكتب ما يدور بخاطرنا و ربما يُعبر عنك يوما ، و اذا اكتفيت بما تعلمت فأنت لم تتعلم شيئا .. و من الكلمات ما يظل دائماً فوق التصنيف ثروة فكرية تحجز مكاناً لها في القلوب و العقول .. فما أنت إلا حروف و كلمات فلتفتخر بنفسك بين المعاني
و أختم بكلمات أحد المغردين و الكتاب الرائعين (( محمد الرفرافي )) و الذي أتعلم من كتاباته الكثير و أعتبر كلماته التالية من أجمل ما قيل عن الكتابة :
(( جميل أن تكتب ما يُمكن أن يجلب لك متابعين جدد ، و الأجمل هو أن تكتب دون أن تفكر في ذلك ، فتكون كشجرة مثمرة في تربتها و ليست للزينة في شوارع المدينة ))
-
ناشط بحركة 6 أمشيرإنسان أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ..... سأظل أكتب ما أومن به حتي أبني لهذا العالم مدينة من العدل جدرانها الحروف وأعمدتها الكلمات ..... يسكنها كل شبيه لها
التعليقات
بارك الله فيك و في عائلة منصة مقال كلاود...