حان الوقت ..
لا تلتفت إلى الخلف، المنظر هناك شنيع، حاول ألا تفعل رغم الفضول، رغم كل ما يجذبك نحو الخلف، إنها الطريقة المثلى للتخلص من الوجع!
إنك تحاول أن تعالجني بنفس الطريقة التي تعالج فيها مرضى الفوبيا، لكنني لست مصابا بالفوبيا، أنا مصاب بخيبة أمل.
ثم ماذا لو التفت .. فوجدتها وقد سارت سعيدة كأنها كانت تنتظر هذه اللحظة التي أحررها فيها من قيودي، ومتى كان الحب قيدا، متى كانت الغيرة عبئا، والاشتياق ذنب تعاقب عليه.. لست مريضا بالغيرة ولا كان الشك يساورني يوماً، كل ما هنالك أنني كنت أحب أن أسمع صوتها بين الحين والحين ..
ثم عن طريق الصدفة أرسلت لي تلك الرسالة الشنيعة، كانت تحدثه عني، تنعتني بالأبله المجنون، قالت له في بداية الرسالة "حبيبي" تلك الكلمة التي كنت مستعداً لأن أدفع نصف عمري وأسمعها منها، عندما وقعت عيني عليها طار قلبي فرحا ثم سرعان ما لحقت به سهامها فاخترقته حتى الصميم فسقط مكسورا .. مضرجا بالدماء!
لماذا قتلتها?
قالت له عندما يغادر زوجي المعتوه سأتصل بك، لقد اشتقت كثيراً إليك .. ماذا عني .. أنا المعتوه!
كيف استطاعت أن تفعل بي هذا، لقد حذرتها كثيراً من صمتي، حاولت أن أخرجها من عتمتي إلى النور، لكنها ظلت متمسكة بدور الكآبة، تتهم المرض .. تتهم القدر .. اللعنة .. اللعنة عليها ..
انتقام?
عندما عدت إلى المنزل توقعت أن تكون قد هربت، لكنها كانت ما تزال جالسة على سريرها، عارية .. تستنشق دخان سجائرها المسمومة، قالت لي بأنك لن تصدقني إن أخبرتك بأنني لم أكن أخونك ..
صفعتها .. فابتسمت، وطلبت مني أن أقتلها وهي على تلك الحالة، أن أقتلها وهي زانية وخائنة لأنها أطهر مني ..
غضبت من كلامها، تمنيت لو استطيع أن أشعل بها النار، صرخت فيها بالأنين، رأيت دموعها المستكينة، قالت بأن جنوني قادها للجنون، بأنها تحاكي خيالا .. هل تصدق قالت بأنها تخونني مع خيال وكأنني معتوه حقا حتى أصدقها..
لكنها كانت كذلك!
هذا غير صحيح..
أنت تريد أن تعاقبني على جريمتي بهذه الطريقة، لكنك فاشل يا عزيزي ..
أنا طبيب نفسي ولست القاضي الذي يقرر عقابك .. للأسف فإن كل التحقيقات والمجريات و الأدلة التي تم جمعها تدل على أن زوجتك كانت تعاني من مرض نفسي .. وأنا آسف كونك ربما تكون من تسببت به!
أنا لست مجنون ..
-يتبع-