في يومنا الطويل في الجامعة،العمل،أو في أي مكان،يحدث أن نبتسم،نفرح،أو نحزن وتضيق علينا أنفسنا لكلمةٍ أو موقف مع المحيطين بنا في المكان.

واذكر موقفين اتحدث من خلالهما،أما الأول فكان بعد إنتهاء اليوم الدراسي في الجامعة،كنت أسير وزميلان لي وكنا نمرر الوقت ونضيعه في الحديث وتحدثنا في ذلك اليوم عن الجمال ولم يُعجب أحدهما قولي بأن الله خلقنا علي قدرٍ كبير من الجمال وأنه لا يوجد بيننا من هو قبيح.

فكان رده علي"لو مفيش حد وحش أنت إيه"

وقفت صامتًا لم اتحدث بقية السير وتركتهم ورجعت لسكني وأنا احدث نفسي لماذا لم يُطيب بخاطري؟لماذا لم يعتذر حتي يومنا هذا؟

والموقف الثاني فكان مع صديقي المُقرب في الجامعة،قال لي وسط بعض الزملاء لموقف معين لا يستدعي شيئًا

"أنت معندكش دم" لمدةٍ تجاوزت الأسبوعين وجهي بوجهه لم يبتسم حتي ويقل آسف وكان مُقربا.

 كلما تذكرت ذلك رجعت لسيرة النبي الكريم وحياته ومن مواقفه،يوم احاط بزاهر بن حرام الصحابي البدوي فكان رد زاهر أن قال"من هذا؟ أرسلني"

فكان رد النبي"من يشتري العبد؟"

ولأن زاهر كان يعلم صاحب الصوت المحبب لقلبه قال"يا رسول الله إذا تجدني والله كاسدًا"

فكان رد الطبيب البارع الذي يعرف كيف يداوي الجراح ويُطيب القلوب والنفوس"لكن عند الله لست بكاسد"

إن جبر الخواطر خلقٌ عظيم،لابد للمرء المسلم أن يتحلي به ويكون عادته،تبسم في وجه أصحابك،أخبر المحيطين بك أنك ممتن لوجودهم،قل كلمة شكر لمن يفعل لك معروفًا.

كان من دعاء النبي بين السجدتين"اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني"

وقد عاتب الله نبيه الكريم عندما اعرض عن ابن أم مكتوم.

فجبر الخاطر لا يحتاج سوي لكلمةٍ من ذكرٍ أو دعاء،قل لأحدهم أنك تذكره في الدعاء معك هل تتصور فرحته بذلك؟

جبر الخواطر هو أن تطيب مشاعر الناس بمساعدتهم والوقوف لجانبهم دون أذيةٍ لمشاعرهمأو إشعارهم بحرج،فجبر الخواطر خلق يجب أن نتعامل به مع الجميع.

واذكر دعوة جدتي لي كل صباح"روح يا بني ربنا يجبر بخاطرك"

فلنحرص علي كلامنا ومواقفنا مع الآخرين،نمشي بينهم بقلوبٍ نقيةٍ تزرع وردًا فتحصد وردا.

جبر الله خاطري وخواطركم.