"لا تحكم على الكتاب من غلافه" جملة عظيمة أُطلقت لإعطاء الكُتاب و القصص و الروايات الفرصة لنشر الأفكار و التخيل و البُعد عن الواقع بعض الشيء.
فالغلاف إذا كان سيء لا يعني أن القصة سيئة و إذا كان الغلاف جذاباً لا يعني أن القصة ستكون جذابة. فلا علاقة بين الشكل و الجوهر.
و اتبع الناس ذلك المبدأ إلي يومنا هذا؛ فهم لا يحكومون على الكتاب الذي هو جماد لا يشعر و لا يفكر و لا ينطق. و مع ذلك فضل الإنسان ألا يحكم على الكتاب من شكله الخارجي.
و الأمر المؤسف هو أن البشر في تعاملاتهم مع بعضهم البعض يحكومون على بعضهم البعض بناءاً على المظهر الخارجي. فغالباً اعتبروا جملة "لا تحكم على الكتاب من غلافه" جملة مرتبطة بالكتب فقط!
و ربما يحتاج البشر لجملة "لا تحكم على الإنسان بناءاً على مظهره الخارجي"!
فشكل ملابسك يُعبر عن مدى فقرك أو غِناك، و جنسيتك تُعبر عن مدى عنصريتك أو رقيك و تحضرك أو تخلفك و تأخرك.
فلقد نسى الإنسان أن "المظاهر خادعة" و لقد سلب الإنسان حق أخيه الإنسان في إعطاء الفرص لبعضهم البعض لمعرفة شخصياتهم و أفكارهم و آراءهم.
و لقد فضل البشر بِناء الحدود بينهم و إصدار الأحكام على بعضهم البعض دون وجه حق.
فذوي البشرة السمراء مُجرمين، و الأمريكان عنصريين، و المسلمين إرهابيين، و المسيحيين متعصبين، و الآسيويين يأكلون لحوم البشر...إلخ.
من أين لكم هذا أيها البشر؟ كيف استطعتم معرفة ذلك؟ و لماذا يتم التعميم دائماً؟
لا ينبغي أن يكن مظهرك هو الدليل على مستواك المادي أو الاجتماعي، لا ينبغي أن يدل مظهرك على شخصيتك و آراءك. و الأهم من ذلك كله لا ينبغي الإختباء وراء سِتار و إصدار الأحكام على البشر و أخذ الأفكار الخاطئة عن البعض الآخر.
فلابد من اختلاط البشر ببعض، و لابد أن يدرك الإنسان أن العالم مليء بالأشرار و بالأخيار فنحن جميعاً بشر، و لكن عليك أن تنتقي نوع البشر الذي يليق بك.
يجب عليك أيها الإنسان أن تتيح الفرصة للآخرين لمعرفة جوهرهم و من ثم الحكم عليهم لكن لا تحكم على الآخرين من غلافهم!
-
آلاء نشأتلمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية