كتب: مهاب أسامه
يقال أن هناك سبعُ أنواع للصمت أجملهم الصمت "المُتَقد" الذي يأتي حينما تتناغم الحواس و العقل مع القلب و الروح مع نسيم الرياح، ذاك الصمت الذي لا تستطيع فيه تحريك شفتيك للنطق بالأحرف و الكلمات هو صمتٌ تتحدث فيه عيناك و تحكي اللمعة بداخلهما التفاصيل العميقة لهذا الصمت الهادئ.
القصة لها ألف بداية ولكن لديها نهاية واحدة فقط نهايتها أنه لا شئ سيفسد هذه الحكاية، بدايتها شعور بالإرهاق و طلب الحديث ثم الحديث ثم الحديث ثم الشعور بالراحة و الطمأنينة الكثير من الحكايات و الذكريات معهم دون قلق أو خوف هؤلاء هم أهل "الملال" أو أصحاب صمت "الملال" هم أشخاص لا يتحدثون كثيرا ولا يظهرون كثيرا لا تعلم ما بداخل قلوبهم لكن الحديث معهم يشعرك بالسكينة و الإستكنان هم يعالجون جراح الشعور الأول.
لم يكون يتوقع أحد منا يوماً أن تكون شرارة الشعور الأول بداخلة قادرة على جعله صديقاً لأهل "الملال" تلك البدايات البسيطة هي من أطلقت تلك الشرارة التي ستطلق كل هذه الملحمة، التي تبدأ بالتظاهر بأنكم مجرد أصدقاء ثم يحدث أمر غريب وهو أنك تفكر في هذا الشخص قليلا من الوقت و حسب ثم يزداد التفكير قليلا ثم أكثر حتى تكتشف أنكما تفكران في بعضكما كل الوقت.
كانت الفكرة أن نصبح صديقين ليوم واحد أو أسبوع حتى نحكي فيه عن أحلامنا و طموحنا و غرباء حياتنا و مشاكلنا أعترف اني سئ و الطرف الأخر كذلك حتى نكتشف سوياً انه كم طال حديثنا و سهراتنا و رغم كثرة الحديث كل ليلة إلا أننا كل مره نتحدث كأنها المرة الأولى و الشعور الأول.
مع مرور الأيام نركز في التفاصيل و رقة التفاصيل، ننتبه لرائحة العطر المميزة و الموسيقى المشتركة بيننا في ذلك الوقت سنلتصق بتلك اللحظة التي إن مرت عليها عشرون عاما و شخص ما عزف تلك الموسيقى من جديد ستمر علينا و كأنها الشعور الأول.
لا يحب الجميع الصمت لأن الجميع لم يفهموا طبيعته فلولا الصمت "المُتَقد" لم يكن لصمت "الملال" وجود الذي لولاه ما كان للشعور الأول وجود.
-
مهاب أسامهباحث إعلام مهتم بمجال صناعة المحتوى وعلم النفس الإكلينيكي