على شفا حفرة
كانوا ثلاثة .. و رابعهم خرفانهم .. شربوا من دماء الوطن حتى ارتووا
و سبحوا بحمد الدولار و ما كانوا فيه من الزاهدين !
ثم أتوا عميانهم عشاء يبكون ..
إن الشرفاء يُتركون .. و ما أنتم بمؤمنين لنا و لو كنا صادقين !
ــــــــــــ
في الطريق إلى الأمل ..
حينما كنت بصيرا .. كنت أسأل أمي عن نقودي ..
فتخبرني بمكر .. أنها اشترت لي جزيرة صغيرة اسمها باناما .. تحوش فيها
غنائمي الصغيرة ..
و حينما اقتربت من العمى .. سألتها .. أين جزيرتي .. فصرخت في :
العميان لا حاجة لهم بالجزر ..
...
حينما عميتُ .. عليمت أن باناما لم تكُ إلا خرافة ، و أن أمي كانت
تعطيني كل فترة .. شظية من مليم .. و تقول لي : احمد الله ..
و لولا أن إلحاحي أخرج المليم من وسادة أمي ما خرج ..
ثم ابيضت عيناي ..
و من شدة ضعفي .ز أمسكت بتلابيب أمي ..
و رججتها .. أنك ظلمتني .. أن ضممت نعجتي إلى نعاجك ..
فقالت بحزم ..
إن الله لا يرى يوم القيام أبدا إلى وجه عاق!
ــــــــــــــ
صراخ الحيطان ..
كلما هممت بالكلام .. ذكروني بابني .. التزم الصمت و ليكن لصمتك قليل من ثغاء ..
و لأن الإبن مجبنة ، مفقرة .. أصمت .. و ما ألبث أن أغمغم لأدور مرة ثانية في حلقة مفرغة
و لأن القراصنة لا يجيدون إلا لغة السيف .. تجمعت في عيوننا الدماء .. و نمنا
و كانت بقرة فاقع لونها تسر الناظرين ..
و لكننا كنا دائما نقول :
إن البقر تشابه علينا !
و لأن في عروقنا يجري الخوف .. كنا كالحرباء .. يغيرون ألوان خوفهم .. كلما
تغير مكان نومهم !
ـــــــــــــــــ
أساطير معقوفة ..
يحكى .. أن محمدا صلى الله عليه و سلم .. جاء يوما في قصة مخزومية سرقت .. و قال : يا أسامة .. أتشفع في حد من حدود الله ..
و أيم الله .. لو أن فاطمة بنت محمد سرقت .. لقطع محمد يدها !
و كانت هذه أول معاهدة مساواة بين البشر ..
و أنهم تتكافئ دماؤهم .. و أنفسهم .. و الحد يقطع كل من حوله حام !
غير أن المعاهدة هذه لم تعجب من صبغت دماؤهم بلون الشرف ..
و أعلنوا في مؤتمر الخوف :
من دخل دار أبو نهبان فهو آمن .. و من أوغل يديه بغلول في بيته فهو آمن ..
و لا تثريب على من نهب منكم ..
ثم جاؤوا بأدنى أهل النهب مرتبة و قالوا :
ما تظنون أنا فاعلون بكم ؟
قالوا : أهل اللئيم ، و ابن أخ الزنيم ..
فقالوا : اذهبوا فأنتم الطلقاء !
ـــــــــــــــ
عالم الحمير ..
نحن نلعن روبوتات المنابر التي تصعد إليها مبرمجة سلفا بما ستقوله .. و ننسى أننا
نأكل معهم من صحن تبن واحد !
و نجتر و إياهم كما البقر جميع ما نبتلعه من مدائح الظالمين ، و التأمين على صلاة
لم نشهد ركوعها .. فسجدنا ثم اتخذونا مطايا و أرائك و قيل :
تمش .. و أرني ملكي !
ثم نأكل و نتكاثر و ننام .. كما ينام الليل ملتحفا سواده ..
غير أن لا شمس تشرق فينا إلى الآن ..
حينما كتب التراب وصيته !
يعقوب مهدي
-
يعقوب مهدياشتغل في مجال نُظم المعلومات .. و اعشق التصوير و الكتابة