شيطان يترك لي رسالة 2
لست خائفا منك...
نشر في 02 نونبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
حمدت الله أنني فررت من ذلك المنزل، ربما هي صدفة أن أجد هذه الكلمات التي مفادها الوفاة و الموت، لكن الأمر بقي غريبا بالنسبة لي...فعلا إنه غريب...
التقيت بسامي صديق الطفولة في صباح اليوم الموالي، كانت ابتسامته لا تفارقني و لعبي معه في حينا القديم، تلك الأيام التي لايفكر فيها الواحد منا، إلا بالمرح دون ألم و دون أن يجرح قلبه أحد...
بقينا نتذكر أيام طفولتنا و كل ما كانت تحمله من أمال و أحلام، كنا نريد السفر و أن نصبح نجوما مشهورين...لكن ذلك ههه لم يتحقق، ربما كان ليتحقق لو كنا في مكان آخر...
كنت مترددا هل أقول لسامي عن الأصوات التي أسمعها، أم أنه لن يصدقني، و يقول أنني لا زلت ذا خيال واسع كما كنت في صغري، ربما أستطيع إقناعه، لو ذهب معي إلى بيت الجيران غرباء الأطوار..
و أخيرا قلت له، عن تلك الأصوات... لكنه بقي مترددا...ربما خائفا، لقد كان يبتلع ريقه بعدما دخل فؤاده نوع من الشك، من قصتي...لكنني بعد شد و جذب وافق على مرافقتي، ليرى صدق ما أقول...
جاء المساء، و احمرت خيوط الشمس الآتية من سماء حزينة، كنت أراها حزينة كئيبة..بسبب ما يحدث لي، لقد بقيت شاردا أفكر في الموت...و مابعده... و لماذا أموت و لا يموت الآخرون...من هو هذا الكائن الذي يريد لي الموت...و لماذا...ماذا فعلت له..
عشت طوال عمري مسالما...ولا زلت كذلك...ماذا يريد مني الناس...و هذه الأصوات ماذا تريد...
طئطئت رأسي بعد أن ذرفت دمعة، غلبتني..فلم أستطع إمساكها، و إذا بي أسمع صوت جرس المنزل، وقفت من مكاني ذاهبا إلى باب المنزل لأرى من الطارق، فتحت الباب...
وجدت سامي هو الطارق، أووف أفزعني...
عزمته على كوب شاي، لكنه أبى و قال يجب أن أتأكد من كلامك...
قصدنا بعد أن لبست معطفي منزل جيراننا، دخلت الحديقة و إذا بي لا أجد سامي، تقهقرت إلى الوراء لأبحث عنه، وإذا بي أجده يرتعد من الخوف...
سألته عن سبب ذلك..فقال لي أنه رأى شيئا أسود خلفك، ذهبنا إلى المكان الذي رأى فيه ذلك... أمام الباب لم نجد شيئا..
قال لي لن ندخل...لكنني عزمت عليه أن نواجه الأصوات الشريرة التي تريدني أن أموت...
ذهبنا إلى باب البيت...طرقت الباب...ثم عاودت الطرق...ذهبت إلى الشرفة التي اعتدت رؤيتها مفتوحة..لكنني لم أجد شيئا..و لم يرد أحد..
سمعت صوت جارنا الآخر السيد عبد القادر يسألني عن ماذا أبحث...فأجبته.. عن السيدة الكبيرة..
لوح السيد عبد القادر.. بيده مشيرا إلي بعدم وجودهم، ثم أردف قائلا أن العجوز و أبنائها تركوا البيت و رحلوا...
استغربت الأمر..كيف لكل هاته السنين كلها.. عاشوها معنا في الحي...ثم قرروا الرحيل..
إن في الأمر سرا...
ذهب سامي بعدها، و هو يقول لي يجب أن تنام جيدا... و لا تسهر كثيرا...
لكنني عزمت أن أدخل إلى بيت العجوز وحدي...نعم..سأدخله و أكتشف ذلك السر..
يتبع
-
عبد الرحمان برداديباحث جزائري