هى الشعور بالنقص والدونية سواء كان نقص عضوى أو نفسى أو اجتماعى؛ ولعقدة النقص أشكال كثيرة منها ما قد حل على الإنسان نتيجة ابتلاء من الله كالذى فقد عضو من أعضائه فمع ضعف الإيمان بقضاء الله وقدره كان التذمر من الإنسان على هذا البلاء مما قد يؤدى إلى النفور والشكوى والانطواء عن المجتمع؛ يندب حظه ويعيش فى عزلة عن الناس يشعر بأنه ينقصه شيئًا كبيرًا لا يفكر بأن الله يحبه فابتلاه ولكن يفكر بأنه يعيش بأقل من الناس.
وهناك عقدة نقص أخرى أخطر ومنتشرة بين الناس بطريقة كبيرة بل قد تكون أخطر من العقدة التى جاءت من الابتلاء وهى أن يعيش الإنسان وفى ذهنه أنه أقل شأن من الآخرين ويسعى بكل جهده بأن يظهر ذلك للناس ولكن على حساب الناس بأن يعامل الناس معاملة شخص مريض نفسيًا وهو لا يشعر أو قد يشعر ويتعمد ذلك؛ يخرج ما تربى عليه من سوء تربية منذ الصغر وهو قد يكون ضحية لأبوين لم يُحسنا تربيته بمعنى أنهم قد زرعوا بداخله أشياء كثيرة لم تكن فيه منذ الولادة، ويكون الضحايا التاليين أبناؤه ومن تحت قيادته الذين يتأثرون بما يفعل معهم، فهو لو كان مثلًا أب كانت حياته العلمية ينقصها الكثير وفشل فى إكمالها أو تأديتها بطريقة صحيحة لسبب أو لآخر فيخرج هذا على أبنائه ولكن بطريقة غير صحيحة مما يجعلهم ينفرون منه ومن الدراسة ومن التعليم بأكمله، وآخر يشعر أبنائه بأنهم ليسوا فى ذكائه وأخرى تشعر بناتها بأنهم ليسوا فى جمالها مما يجعل بعض البنات تكبر وهى غير واثقة فى نفسها ولا فى جمالها فتظهره بطريقة خاطئة من تغيير فى شكلها وملابسها وجسدها ونرى الكثير من هذا؛ ومدير قد تنصب المناصب ولكن يحمل بين جنبيه العقد الكثيرة فيخرجها على من تحت قيادته بسوء المعاملة وحب السيطرة مما قد يسبب مشاكل كثيرة فى العمل والكره له وغيرها من المشاكل التى لاحصر لها.
ومما لا شك فيه أن عقد النقص تأتى منذ الصغر منذ السنين الأولى من عمر الطفل وما يفعله الآباء مع أبنائهم من زيادة فى التدليل والكلام المؤثر على الطفل مثل أنت غبى أو أنت بليد أو أنت قصير أو أنت مكتئب دائمًا أو المدح الزائد مما يجعله يصاب بالغرور أو الإكثار من الدونية له والتقليل من شأنه فيجعله عندما يكبر يفعل أى شىء ليثبت أنه كفء ولكن سوف يكون على حساب الآخرين، أيضًا المجتمع الذى تحيا فيه يؤثر عليك وعلى انطباعك وعن نقصك الذى تحياه وأصحابك وجيرانك.
والحل فى كل هذا هو أولًا الرضا بما كتبه الله لك من شكل وجسد وملامح ومال وعلم والتطلع إلى الأفضل ولكن بما يرضى الله ولا يكون على حساب الآخرين.
وثانيًا : تعلم من أخطاء غيرك فى تربية أبنائك وحاول قدر الإمكان ألا تجعل كلماتك جارحة على من حولك لأنها تؤثر بالسلب على حياتهم، كن صديقًا لأبنائك وعلمهم القرآن منذ الصغر يعلمهم كل القرآن كل شىء أنصح بلطف وجامل برفق ولا تكثر المدح الذى يؤدى إلى الغرور ولا العتاب الذى يؤدى إلى النفور كن وسط فى كل شىء؛ حافظ على كل كلمة تخرجها من لسانك وامضغها جيدًا لأنها تسبب عسر هضم لشخص أو تجرحه لسنين؛ راعِ وقت غضبك جيدًا ويفضل ألا تتحدث مع أحد وقت الغضب حتى لا تصيب شخصًا بكلام يسبب له جرحًا عميقًا؛ راقب أفعالك فقد تكون مراقب من أبنائك ويتخذونك قدوة؛ فكن حذر حتى تخرج أطفال أسوياء فالمجتمع ملىء بالمرضى النفسيين واعلم أن مريضًا نفسيًا واحدًا قد يكون خطر على المجتمع من دولة العدو والواقع يشهد بذلك.
وإلى لقاء أخر بإذن الله
مؤمن محمد صلاح
momenms@gmail.com
https://www.facebook.com/pro.momenms