طير يبحث عن كرامة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

طير يبحث عن كرامة

  نشر في 11 مارس 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

في اثناء تجوالي في شارع " الكليز" في المغرب "العربي"وجدتُ فتاة ونظرت لجمالها الخارق ، ومن اللحظة الاولى اقتحمتني الاسئلة حول حياتها ونظرت عيِنيها الحزينة وايقنت إنها فتاة غريبة عن هذا العالم ,كانت تضع يدها على خدها ويعلوها سحنة من الحزن الشفيف .. كانت في شكل يدعو لليأس لم اتمكن من روية نصفها الخفي ... اختصرت فضولي في سؤال

قلت: هل ممكن مساعدتي في مكان في هذه المنطقة

قالت : أنا لست من هذه المنطقة ولا أعرف احد بها إني تائية

فما كان مني إلا أن اقول لها هل لي بمساعتكِ في شيء . قالت ارُيد أن تستظيفني حتى يأتي القطار من رحلة المُمله من اقصى شمال البلاد ..

كانت ضيفة خفيفه وتبادلنا الحديث حول الحياة ، لم تكن تعرف أحد أو حتى لم يعرفها أحد سوا حزنها من تكون ، في رحلة الحديث بدأ الكلام بالتساقط وعثرت على تذكرة العبور ... ومن جلبها الى هذه المنطقة وكيف تَعثر على منجأ ...

.

كشفت لي الستار ، عن رجل خليجي من أصحاب الثروات والكروش العفنة ، يريد الزواج بها الى ان ذهبت فوجدت كم هائل من المومسات !! قالت هِربت "هَربت هَربت" إلى أن صمُ سمّعي فتخليتها كطير وحيد يتلفت بشوق قبلة ممتلئ حياة، وينفض آخر قطرات البلل ، تبحث عن غصن سنيد ، متجنبا الصراخ المتصاعد من قلبها الى حضن والديها . ارتفع صوتها وكأن الأبتسامة لا تحق إلا لها ، بكتْ وهي في كابوسها ..

هنا سمعت صوت صراخ صغار يتحلقون من حول حفرتها الواسعة ، هنا احسست أني اراقبها من بعيد لأنها سترحل وتصمت ، لا اعرف لما تخشبت اقدامي أمامها الى أن اصبحت الارض لي كرة تتدحرج في ملعب اللازمان ما زلت صامت وأفكر كيف يكون زاد الطريق غير لعن .. وشتم ..

لم تعد في لحظتها صامتة تتحرك شفتها وأنا أقول .. عمن كانت تبحث .. عن ذاتها .. ربما انها لا تدري .. هل تبحث عن المدينة .. انه الظلام قد حل ... إنها لمّ تقرر الانسحاب عن الكلام ، لكنها عندما تسألت وما جدوى الاستمرار ان كان احد لا يسمع ، لم تستطع ان تجيب عن ذاتها..

.

شيئا فشيئا رحت أسمع صدى أصوات متداخلة .... أنين المرضى ، زعيق التجار ، نهيق الحمير، زئير الخطباء وجعجعة الشعراء تخترق أذنيّ , حتى بات الصخب يفقدني صوابي ورحت كالملسوع أعدو خلف ذلك القلب الذي أورثني طنينه , حضنةُّ عن غير قصد كي أدرك علته وعلتي ...

.

"نادية" ذات العشرين عام .. لا تبكي أبدا فشفتيكِ إذا ابتسما رأيت الحياة بلون السماء فجرًا , حلوتي لا تُكثري من الحزن فقلبكِ أجمل ما في الزمان وجمالكِ يعني الحياة .

.

نعم ؛ عدتُ إلى زاويتي التي تأخذني صوبك وتنتشلني من قاع حزنًا لا يطاق , رجعتُ بيدي قلم ودفتر صفحاته بيضاء لا تزال , سأدون بمحبرة الدمع خلجاتي التي طفحت على وجهي وباتت تكشف عما أحمل من الأفكار


  • 2

  • نايف
    طفل لا يشبه الذين يكبرون بسرعة ...
   نشر في 11 مارس 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا