أعتاب البركات : الجزء الثالث - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أعتاب البركات : الجزء الثالث

" اقترب للناس حسابهم و هم فى غفلة معرضون "

  نشر في 25 ماي 2017 .

3-النوم لوقت متأخر

ومن أهم الأخطاء التى يقوم بها كثيرا من الناس فى هذا الشهر الكريم و خصوصا النساء الا من رحم ربى , النوم لوقت متأخر .

فقد شرع الله تعالى الصيام لمجاهدة الناس, و ترويضها على الصبر , وتحمل المشاق , وتربية الاجسام , والاحساس بالام الجوع و الظمأ .. شرعه الله تعالى تهذيبا للنفوس و استقامتها و تعويدا لها على ترك كل ما نهى الله عنه , والبعد عن الشهوات , ومقاومة الهوى , وميل النفس ..شرعه الله تعالى لتحقيق التقوى التى هى سبب للسعادة فى الدارين .

قال تعالى : " يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " .

فكيف يتحقق هذا اذا مع النوم معظم وقت الصيام ؟؟!

أليس هذا الغاء و تضييعا و مخالفة لسبب مشروعية الصيام ؟! وبالتالى احباط هذا العمل و عدم تقبله .

قال تعالى : " فليخشى الذين امنوا أن تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون " .

كيف يتحقق العناء و الشقاء و تحمل الام , مع النوم و الاستمالة الى الراحة ؟! وكيف تتحقق التقوى اذا ؟!

كيف ينام معظم نهار رمضان ويتوقع بهذا انه حقق الصيام كما أمرنا الله به ؟! وحقق التقوى كما ينبغى أن تحقق ؟!

ان أهم ثمرة للصيام هى تحقيق التقوى فهذه الغاية التى نصل اليها بالصيام ومتاعبه هى التى توثق علاقة العبد بربه وتقربه اليه , فالصائم يتقرب الى الله بترك كل ما نهى الله عنه و الامتناع عن كل المتع محققا بهذا أمرين : الصبر على مشقة الطاعة , و الصبر على ترك المنهيات , مقدما بهذا أوامر ربه على هوى نفسه و متطلباتها .

ولا يتحقق هذا أبدا بالنوم و الراحة و الاستجمام , ولكن يتحقق بالمعاناة و الصبر والجلد .

فالأجر العظيم و الفوز بالجنة لا يكون الا بتحمل المتاعب ..

قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : ( حفت الجنة بالمكاره , وحفت النار بالشهوات ) .

وهذا دافعا عظيما الى أن نهرع الى عبادة الله بمجرد انهاء أعمالنا كما أنه تحقيقا لقوله " فاذا فرغت فانصب " أى اذا فرغت من عملك , فانصب فى عبادة الله و الاجتهاد فى ما يقربك منه .

ولما كان الصيام من أكثر العبادات التى تكبدنا الاما بالغة , فقد رفع الله قدره و عظم أجره , و أجزل العطاء عليه .

كما أنه تبارك و تعالى جعل الصيام فى منزلة تفوق منزلة أى عبادة أخرى فقد اعتبر الصيام عبادة خاصة به تعالى و هو الغنى عن العالمين .

فقال فى حديث قدسى : ( كل عمل ابن ادم له الا الصيام فانه لى , وأنا اجزى به ) .

وقال النبى الكريم الذى لا ينطق عن الهوى : ( من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .

أليس هذا العائد الكبير , والأجر العظيم جدير بأن يدفعنا و يشعل حماسنا الى أن نصوم بحق , ونحقق مشروعية الصيام كما شرعها الله و أمرنا بها ؟!

أليس هذا دافعا قويا على أن نعقد العزم على التحمل والاجتهاد فى العبادة , وقضاء اليوم فى طاعة الله و ليس فى النوم ؟!

والنوم لوقت متأخر لا يتنافى فقط مع سبب مشروعية الصيام , بل يتنافى أيضا مع البركة فى الرزق ..

فقد كانت السيدة عائشة أم المؤمنين " رضى الله عنها " تقول : ( أعجب لهؤلاء الناس كيف يرزقون ) تقصد الذين ينامون لوقت متأخر وسألت الرسول " صلى الله عليه وسلم " ذات مرة فقالت : ( لقد أخبرتنى بأن انزال أرزاق الناس فى أول النهار , فكيف يرزق هؤلاء ) فقال : ( يرزقهم الله ولكن لا يبارك فى أرزاقهم ) .

فما من وصية أوصانا بها الصادق الأمين الا وكانت خيرا ونفعا ورحمة لنا ..

قال تعالى : " وأطيعوا الله ورسوله لعلكم ترحمون "

------------------------------------------------------------------------------------------------------



   نشر في 25 ماي 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا