لقد كبرتي .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لقد كبرتي ..

رسالة إلي أختي

  نشر في 11 أبريل 2019 .

أختى ..أختااه...أُخَيْتى....آمنتى...رقيقتى...أمونتى...التى هى فى قلبى شريكتى

هنا يقف مرمى الكلام...يتجمد سريان الحديث...يندثر سحاب أبجديتى...فكثيرا ما تكون لغتى خجلى أمام أقرب المشاهد فتدعنى أعيشها بكامل وجودى فلا يُنقِص وجودها من نضارة مشاعرى وكأنها فى ربيعها...

لا أذكر إلا أنى وجدت وأجدُ ربيعى معكِ ...وكيف لا وأنتِ أنتِ فيما بين أحشاءكِ تضمّى قلب هذا البيت فى حِرص طفلٍ بشوش ......ففى رمزيته....أنتِ صاحبةُ هذا القلب الذى ينمو بالرِقةِ بعد الرقةِ حتى كاد أن يقضى على نفسه من جميل هشاشته ...فأقول لكِ كونى آمنةً صاحبة القلب ولا يكن قلبك هو صاحب آمنة ...فيصحبُكِ معه أينما أحب...

وإنى لأعلمُ أنّك ستظلّى كذلك....وسيبقى القلب على ما هو عليه...ولكن إن كان هو مع الله ....فلا وربّى لن يضرك شيئا....

وفى عِز ما أكون فى مرضى ...يُخاطرنى دوما ما إن كنت استحق هذه المحاليل المعلقة أم لا وهل ستأتى آمنتى وتطعننى بهذه الكانولا التى تُحبُها وتحب فيّ هذه الفينّات المُغرية التى تستفزها ببروزاتها الخضراء فى وسط هشاشة هيكلى...وحينها يضحك المرض منّى ساخرا...فأرد عليه وأريد أن أبكى مقهقها والله إن المرض ليس مرضا من دون محاليلِ أمونتى ....

....والله إنّ الجميل فى المرض مع الأهل فى البيت ومع أمونتى أنه يُنسّينى القبيح منه وأنا جليسه هناك فى مدافن السويس...أذكر أننى أتيتُ ذات يوم أحمل كفنى بعد مساعدةٍ من مصطفى متكأ عليه عائدا من السويس لأجد هنا سقف تابوتى ذا مُتنفسٍ لأُخرِجَ منه قلبى فيرتاح....

بالطبع الربيعُ معكِ ليس فى كانولا أو فى مدافن السويس...ولكنها رموز وملامح حيّة تحيا بها ذكرى قلبٍ تُشاركينى فيه أنتِ وباقى أخوتى والقلب قلب الوالدُ والوالدة بسيادةٍ كاملة وكأننا جميعا نعيش على قلبِ رجلٍ واحد....

ربيعى معكِ فى تنهيدةِ قلبك صائحا لأقل أذىً يهمس فى عالم بيتنا الصغير...

ربيعى معكِ فى أنّاتِ دموعك السريعة فى إستجابتها لأصغر حزنٍ يعدو علينا....وكأن دموعكِ على شفا جرفٍ هار من ناصيةِ قلبكِ..

ربيعى معكِ فى سذاجتكِ الطيبة فى مواقفٍ عدة تطغى فيها روحكِ الجميلة فى افتراضِ حُسن نيتك التى تُحْمَلُ على براءة القلب بعيدا عن جفاءِ العقل المُتَنبّه

....ربيعى معكِ فى هذه الطفلةِ الجميلة التى لا تحبّ إلا أن تكون طفلة وما زالت....

ربيعى معكِ فى الحب وفصولهِ العديدة والتى يربِطُها دمُ الأخوة لن ينفكّ أبدا ما دُمنا بأيامنا على خارطة العمر ....فأنا منكِ وأنتِ منّى وكِلانا بالله سويا...

لكِ فى زِمّة الأيام وظاهرها بعضٌ منها معنا إلى أن تذهبى إلى بيت زوجكِ ولكِ فى زِمة قلوبنا بقيةُ العمر....لقد كبرتى يا آمنة وستتزوجّى بإذن الله وما زِلتُ ألقاكِ كالطفلةِ فى رؤيا العين وستزالين ...فأنتِ طِفلتُنا وإن كُنتِ أمًّا لأحدهم

وأخيرا آمنتى...لا تأمنى غدر نفسكِ بكِ ؛لأن تستنزف منكِ حُلى روحكِ الجميلة....تذكرى هذه الكلمة دوما "كفاكِ بالله" مهما أكّفتكِ الدنيا على وجهكِ ...فروحكِ قائمة سوية بالله....كفاااكِ بالله

ولا تنسى أنّك تتزوجى فقط إستكمالا لمُرادِ الله فيكِ وفي سيرك إليه ،أظُنكِ ما نسيتى ما قلته لكِ لأن تجعلى من زواجكِ هذا حكمة تكون لكِ غاية ما تسيرى به فى دُنياكِ وهى أنكِ سائرةً تستكملى به طريقكِ إلى الله لا غير وما دونه دون...والله إنّ مِثل هذه المعانى العقائدية لتُنبتُ فى طىّ النفسِ ما يُهوّن عليكِ مشقاتِ خُطا سعيك ويُجمّل أمامكِ ما يظهر من وجهِ الدُنيا العابس ويُزيل عنكِ ندوبَ الزمانِ الغائرة ويزيد من شظا جهادِ النفس المؤمنةِ أمام عتباتِ سيرك....آمنتى لا تأمنى مِنكِ إلا خطوةً تَرجين بها رضا الله

آمنتى كفاااااااكِ بالله....❤


  • 2

   نشر في 11 أبريل 2019 .

التعليقات

Menna Mohamed منذ 5 سنة
مبارك عليها الزفاف بارك الله لهما و بارك عليهما و جمع الله بينهما في خير و رزقهم السعادة في الدارين تحياتي
1
عبدالرحمـٰن علوش
وبارك الله لكِ بالمثل....❤
Menna Mohamed
اشكرك كثيرا تحياتي و بارك بك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا