موت حياة في قوارب الحياة
الهجرة السرية
نشر في 02 أكتوبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
عندما تتسع الفجوة بين الفقير والغني في وطن ممزوج بين عربي وأمازيغي يتقاسمون نفس الضروف نفس المصير يعانون من بطش الجشعاء وجور الحاكم تتلقى حياة الفتاة المغربية (التطوانية) رصاصة الموت وسط قارب الحياة الشابة التي كانت تجهز لزفاف لا قناعة لها به أبت إلا أن تركب قارب الحياة لتعبر الضفة الاخرى (إسبانيا) بقناعة أنها سترجع يوما لتنقذ أبويها من فقر و ضلم وذل في بلد توزع خيراته على البلدان و يتقاسم ثرواته حكام كما الجرذان تتقاسم ضهر قارب سريع مع مجموعة الشباب المضلوم من راعيه الغير مسؤول وسط ضلام مزين بالضباب تاركين وراءهم أحبة فبضبط في صيف 2018 ضهر مجموعة من الأشخاص يلبسون أقنعة يهربون الشباب من شمال المغرب إلى إسبانيا فأقبل عدد هائل من المغاربة إلى شواطئ الشمال املين في الهروب من واقعهم المرير غير مبالين بالمخاطر المتنوعة التي يواجهها المهاجر السري بل لم يعودوا يهبون حتى الموت حيث أني سمعت شاب في عقده الأول يقول (ياكلني الحوت ومنبقاش فهاد البلاد) أي أنه فضل أن يصبح طعام لي سمك على أن يبقى في وطنه أي أن بطن الحوت أرحم من حضن وطنه تخيل ماذا سيكون عاش هادا الشاب ليبخس نفسه لا أظن أن أحد سيعرف إلى من عاش نفس تجربته لك رب الجلال ياوطني لك رب الجلال
قتلت حياة لا على يد الاسباني لا بل على يد إبن وطنها لربما لولا سخرية القدر لكان من قتلها أحبها وتزوجها من وكله لحماية سواحل بلدها من العدو هو من أمره أن يقتلها طلقات الرصاص تتهاطل كالمطر حياة تختبئ ومن معها وسط القارب حياة ترى ضوء قريب هو من يقترب ليس ضوء إسبانيا إنه نور الحرية الأبدية البحرية الملكية قالت بصوت فرعوني تطغى عليه نبرة الجبروت إقبل بالذل أو ستموت.
ذهبت حيث ستجد عدل الإله فوق كل شيء تلبس الأبيض كعروس الجنة في (عمارية) وسط زغاريد أحبابها المختلطة بالبكاء إلى قبر لا يفرق بين فقير وغني
( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)