نحن لا يجوز لنا الشرك بما وهبنا الخالق من الحياة بإستقطاب أسلحة صنعناها بأيدينا ونقضي بها على ذواتنا.. فلا بد لنا أن نعيش برضا و أمل دون أي عائق يسبب المتاعب، و لا بد أن نجاهد لكي نحيا بسلام.. فلم يُخلَق الإنسان ليكون تعيسا مدى حياته، لهذا لا تجعل من اليأس عدوا يقضي عليك إلى الأبد..
اليأس إذا ما سيطر على حياة شخص فسيحتل ألم الحزن جزءا كبيرا من الدماغ وسينشأ هناك خلل في الوظائف الفسيولوجية ويصبح الإنسان مشلول التفكير لا أمل فيه، مشوش العقل لإن الخلايا لم تعد تحتمل العطب الذي أصاب وظائفها فتضعف الذاكرة وتظهر عوارض عدم القدرة على التركيز وبالتالي عدم إمكانية القيام بأي شيء مثمر.. ويزداد إضطراب الفرد ويصاب بالحزن المزمن وهذه كلها عوامل أساسية تكفي للوصول إلى مستوى خطر من الإنهيار.. ولن يفيد الندم آنذاك لأنه سيدخل ضمن رحلة اللا زَمان في اللا مَكان وسيذوق الوحدة اللا مَفهومة وكأنه في رحلة مبهمة فلا زمان يشعر به و لا مكان ينتمي إليه..وبالتأكيد لا يوجد شخص يرغب بأن يسير وحيدا في طريق يجهل مرساه..
قد يكون وجود الأهل والأصدقاء لا يعني قربهم؛ وإنما مجرد أجساد تحركها أرواح لا تلتقي مع أرواحنا.. لكن هذا لا يعني دخولنا في المجهول والإستسلام له في فترات طويلة من العمر. و من الطبيعي أن يملك الكثير منا أسئلة لا تحمل أجوبة منطقية عند البعض أو أن تكون لها ردود تختلف الإستجابة لها من شخص لآخر.. فعالمنا أصبح مزيجا من النفاق والكذب والصدق.. وقد تهتز صور الأشخاص من حولنا لكن يبقى هناك وجود لسليمي القلب وأن قل الوضوح لرؤيتهم.
فإن ساءت الأمور.. وإن لم تجد من يستمع لك، وإن توقفت الأرض عن الدوران في عالمك في لحظة حزن.. إبكِ و إسمح لدموعك بأن تجد طريقها.. لكن لا تنسى بأن هناك دوما رياح تبدد الغيوم وشمس في إشراقتها تغسل الهموم.. لذا (لا تيأس).
بقلم:#أسن_محمد
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة