تقول لي..أنّي أسأتُ فهمكَ يوما..و لا تقل فيمَ..
أنقر على ذاكرتي..أُبحِرُ في ملفّات مُخيّلتي..أغوص في أعماقي..
حقّا..ليس ببعيِد ذلك اليوم الّذي أخفيتُ فيه دموعي و نزعتُ مِن على المشجب ثوب حِلمي لأستر به غضبي..
ليس ببعيد ذلك اليوم الذي قرّرتُ فيه أن أمحو أيّ نقطة لقاء مُحتمل..و أُخمد نارا قد تأجّجت..
هل يُعقل أن أغضب..أن أبكي..أن أبتعد لحدث نسيتُ لِمَ حدث؟؟
أعلم بأنّ للحزن أجنحة تطير مع الزّمن..و أنّ ريح الغضب تُلجم بالنّسيان..
و لكن..هل إلى حدّ أن أنسى ما قيل؟؟
هل سوء فهمي لما قلت...أفقدني عدلي في موازنة الأمور؟
كيف لي أن أعلم..أن أحلّل..أن أحاول الفهم و أنا لا أتذكّر ما قلت؟؟
أبحث بين حنايا خلاياي عن شظايا ذكرى..و بين طيّات قلبي عن بقايا كلمات..بدون جدوى..
هل معنى هذا أنّ ذاكرتي إنتقائيّة؟؟؟
تلتقط كلمات المحبّة و تُخزّنها..و تدفع بكلمات الألم و الحزن في جُبّ سحيق لالاّ أسترجعها..
سيناريو قد تكرّر معي كثيرا..و كانت دموع العين وحدها ..أو إبتسامة خجل..أو نظرات ترغب في الصّلح..أو كلمات قليلة تُقال ..بعد الغياب..تكفيني..لأن أعفو و أنسى حتّى لمَ إبتعدت..
لا تريدُ أن تُذكّرني بِما قُلتُ أنا أو قلتَ أنت..فليكن..
أتدري!!إن كُنتُ أنا التي رميتُك بسهم سوء فهمي..فأهديك شراب المحبّة علاجا و دواءا..
و إن لم يكن سوء فهم منّي بل خطأ منك..فكلّنا يعثر..
والشّجرة لا تحجب ظلّها حتّى عن الحطّاب...
التّسامح من شيمي فلا عجب في ذلك..
إنّما العجب في أنّني لم أدرك بأنّ ذاكرتي إنتقائيّة حتّى الآن..
و أنّ نسياني لِما قيل ما هو إلاّ إعتراف منّي..بأنّ وجوها تستحقّ لأن تبقى في دفاتر أيّامي ..
أليس التّسامح علامة من علامات تعافي الجسد و الرّوح!! أليس به يتعشّش نور الله في القلوب؟
إذن كلّ الإمتنان لخالق جعل ذاكرتي إنتقائيّة..
التعليقات
مبدعة .. حقا في ذاك التشبيه ...