عندما نقول كلمة فلسفة أو تفلسف فإننا غالباً ما نشير إلى حركة فلسفية واسعة النطاق أو  إلى قضية  فلسفية فردية تستدعي التفلسف

ولكن ؟ ما هي دلائل التفلسف ؟ ما الذي يجعلنا نقتَنع أن أحدهم يأتي بمنطوقٍ متفلسف أم أنه نوعٌ من أنواعِ الكلام أو الألفاظِ التي لا تَمت للفلسفة بصلة.

إذاً ما الذي يميز منطوقَ الفلسفةِ عن أي حديث لغوي آخر ؟

ما هي العوامل الواجب توافرها لغوياً لنقول عن أي منطوق كلاميْ أنهُ فعل تفلسف.

لكن قبل الإجابة عن هذه التساؤلات، لابد لنا من تعريف صريحٍ للحكمة. 

تُعرف الحكمة على أنها القدرة على القيام باستنتاجاتٍ منطقية مقبولةٍ

لكن ! هل من الممكن للحكمة أن تبلغ حد اللامعقول أو اللامنطقي ؟ 

تختلف الحكمة من شخص لآخر ومن مجموعة لأخرى ويمكن أن تأخذ الحكمة دورا فرديا أو جماعيا مطلقا بوصفها مكتسبة.

غالبا ما ترتبط أفعال الحكمة أو اللاحكمة بالسنين والزمن فهي على الغالب نتاج خبرة من الحوادثِ على اختلافِ أنواعها.

من الأفضل لك في المرات القادمة أن تقول لابأس أن يحترق قلبي أو أن أتعرض لصدمات نفسية وعاطفية ما دمت سأصبح حكيما في نهاية المطاف !

لكن هل كل حكمة صحيحة ؟ قد تكون الحكمة قاسية فتولد العنف الجماعي فتتولد لدينا مصطلحات اللاحكمة والجهل والحمق. وقد تتحول الحكمة لعرفٍ جماعيٍ شرير فتولد قانونا جماعياً لمجموعة من الشعوب كقضية فلسفة وأد الفتيات في البلاد العربية في عصر الجاهلية . ولنا أن نسأل هنا مثلا كيف أن اكتسبت شعوب مدغشقر  عرف نبش عظام الموتى والإحتفال بها و كيف كان عارا على الرجل في قبائل البوندو أن يموت بسبب عارض ٍصحي أو حادث وليس في داخل أرض المعركة . 

أي فلسفةٍ أو حكمةٍ صنعت كل هذا ؟

إن غياب الحكمة أحيانا قد يودي بصاحبة للجهل واتباع أعرافٍ وعاداتٍ مقززة كعادات تناول الحيوانات وهي حية أو حتى كثقافة تناول لحوم البشر كغذاء.

 قد تكون الحكمة قاتلة – فجاهلة – فناقصة فتتحول لعرف فلجريمة فتكون نتيجة اللاحكمة. 

أين يكمن الحب في كل هذا ؟ 

وما هي علاقة الحكمة بالفلسفة ؟

أو أن الحكمة هي نوع من أنواع الفلسفة وربما تأخذ الحكمة أشكالا أخرى وتغدو لاحكمة كما أوردنا في الأمثلة السابقة. 

إنه لمن المنطقي أحيانا  أن تأخذ الحكمة أشكالا بدائية همجية أو سليمة ومناسبة لفئة من البشر.

وعلى الرغم من وجود هذا الجانب المظلم في طبيعة الحكمة مازال المتعلمون والباحثون لليوم يوكلون للحكمة صفة القداسة المطلقة مما سبب تأزما في دراستها لعقود

لابد لنا من أن نعي أن ليس كل حب مرتبط بالتفلسف هو فعل مبارك وراق وهنا لا بد لنا من أن نعول على دور اللغة التي قد تلبس الشر ثوب الحكمة.