تعد البرمجة اللغوية العصبية من العلوم أو الفنون الحديثة التي اهتمت بها البشرية منذ السبعينات و وصلت موجتها متأخرة عندنا نحن العرب خلال أواخر التسعينات.
خلال دورة من سلسلة دورات في البرمجة اللغوية العصبية، كنا في استراحة صباحية بعد أن بدأنا الحديث عن أدوات اللغة في الحديث، و لم يفوت المدرب الفرصة للتحدث عن اللغة العربية و مدى قوة الأدوات التي يوفرها و خصائصها، و ما إلى ذلك، و لرغبتي في إضفاء جو من المرح على الإستراحة تذكرت قصة مضحكة كان يرويها لنا في المعهد أحد زملائنا من شرق المغرب عن الترجمة النلقائية للأفلام الغربية باللغة العربية في القنوات الجزائرية.
مفاد هاته القصة أنه كان يتابع فيلما مترجما بالنص، و كان يحس بين الفينة و الأخرى أن هناك شيئا ما ليس على ما يرام في تلك الترجمة، و فجأة انفجر ضاحكا على ظهره حين قرأ ترجمة جملة البطل و هو جالس في مقهى مع صديقته : "هل تريدين شرب عصير المحامي؟"، المقصود بهاته الجملة طبعا هو "هل تريدين شرب عصير فاكهة معينة؟"، بمجرد سردي لهم هاته القصة ضحك جميع من في القاعة ضحكات تختلف شدتها إلا أختي الكبرى التي اكتفت بابتسامة قصيرة!!
عدنا للدرس و بقي بالي مشدودا عن سبب برود ضحكة شقيقتي، لكن مع تشويق التمارين و حركية المدرب و نسيت الموضوع.
في المساء و نحن مجتمعون في بيت أختي مع أسرتها، قمت بسرد نفس القصة و تلقيت نفس التفاعل، إلا أن أختي هاته المرة لم تجاملني، فبعد توقف الكل عن الضحك، قالت لنا : "فقط للمعلومة، الإسم العربي لفاكهة "الآفوكا" هو "المحامي"، و هي الترجمة الصحيحة"، عندها توقفت للحظات و أنا مندهش من جهلي بهاته الحقيقة، و قبل أن أرتب أفكاري قامت أختي بجلب كتاب "الغذاء لا الدواء" و فتحت الكتاب في فصل "فاكهة المحامي".
ما تعلمته من هاته القصة أنه كلما تعلمت أكثر كلما اكتشفت مدى جهلك بأمور بديهية، و يبقى السؤال المهم : "هل تريدشرب عصير المحامي ؟"
-
ضياء الحق الفلوسطالب علم في مدرسة الحياة. مولع بسباقات الطريق مولع بالبرمجيات و مسابقات البرمجة و التكنولوجيا الحديثة. مولع أيضا بالتدوين والرسم والتصوير.