قابلت الليلة رِجلاي .. ألقيا السلام و سألاني : إلى أين .. ملأت رئتاي أوكسوجينا و قلت : المهم أن تجنباني الأسوأ !
و الحق أننا في جميع الحالات ، لا نخرج من قوس السيئ في هذا الوطن ، فإنك إن لم تخط نحو الأسوأ فأنت بحمد الله في السيء ! احمد الله كثيرا و لا تكن عاقا ..
و الحق أنه لا عداوة شخصية لي مع ذياك الرجل الذي يسمى الأمل .. لا أذكره إلا بالخير .. سمعت عنه الأساطير ، و رآه الناس على وجه القمر .. و يحلفون بغلاض القسم .. أنه على وجهه ارتسم ..
الأمل عندنا .. هو ممارسة تقبل الإستحمار الذي يمارسه علينا أهل الحبور .. دون الدخول في التفاصيل كثيرا ، لأن ماسح الأحذية ، إذا دقق كثيرا في التفاصيل سيصاب بتخمة في قلبه تجلب له أساطيل الحزن !
قرأت رواية الخيميائي اليوم لباولي كويلهو .. و علمتُ أن الأمل هو أن أجد ضميرا في وطن مهجور ..
ــــــ
أتى الرفيق .. هزيلا / جزعا .. و قال :
انقذني يا دكتور .. فإني أشعر أني قد مُسختُ شريفا !
فحصه الطبيب و قال :
أنت تعانى من ضمير ما ! و حياتك مهددة بوجوده !
و لا أخفيك قولا ..
سرطان الضمير يسري في جسدك و لكنه لا زال في بداياته ..
سنستأصله عاجلا لتعود إلى عالم التبن مرة أخرى !
ــــــــ
الرصيف أمي .. يمد رجليه .. و تجلس على حافته بائعة ثريد ..
الرصيف لا يعرف التلاوة ..
و رغم ذلك يصرخ في أولاد الثيران :
اخلع حذاءك الجلف أيها الثور و ابعد عني سوطك قبل ان تطئني !
أبعد عني عراءك ..
إيه أنت : انظر إلي .. نعم نعم أنت .. اقترب مني ..! اقترب أكثر :
إتفوووووو !
ــــــــ
إيه .. أنت : يا ابن أمه ..
تبيعني جزيرتين ؟ و لك ألفان و مليون مليون خزي ؟ و بعض بقايا بشر و ضيناصورات اسودت حتى اشتعلت ؟
طال عمرج .. الشيشة يالا !
ما يصحش كدا !
ـــــــــــــــ
أعطني في بلاد العرب رجلا .. و ارمني في اليم !
و اترك الأمواج تتقاذفني .. فسأخبرها .. سأموت مرتاح البال الآن
فقد استفاق الظلام !
و بما أني أعلم النتيجة سلفا ، و أعلم أن الظلام أقسم أن لا يفيق ..
فإني أوصيه ببني عمومته في تل الربيع ..
و أقول له :
رويدك يا ضبع .. رفقا بالخنازير !
ـــــــــــــــــ
بالأمس .. جاءني بريد الوطن .. في رسالة عاجلة من سطرين :
تعال افدني بدمك يا عاق الوالدين ..
و في الحقيقة .. لم أجب داعيه .. ليس لأني كما يقول : عاقا أنا كنت ُ
و لكن لأني دمي لا يصلحُ :
فقد اكتشفت بعد كل هذه الأعوام التي عشتها في كنفه : أني فقير الدم !
كح كح كح كح
ـــــــــــــ
أمريكا في الحقيقة مجرد عجوز مراب ..
دخلت العراق .. حاصرتها .. و قايضتها بالنفط مقابل الغذاء
و دخلت بلداننا .. و عرضت عليها صفقة :
الكل مقابل لعق الحذاء !
و هذا الباكيدج .. هو في الحقيقة فرصة لا تعوض ..
يعقوب مهدي
-
يعقوب مهدياشتغل في مجال نُظم المعلومات .. و اعشق التصوير و الكتابة