إنا ها هنا قاعدون ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إنا ها هنا قاعدون !

  نشر في 19 أبريل 2016 .

قابلت الليلة رِجلاي .. ألقيا السلام و سألاني : إلى أين .. ملأت رئتاي أوكسوجينا و قلت : المهم أن تجنباني الأسوأ !

و الحق أننا في جميع الحالات ، لا نخرج من قوس السيئ في هذا الوطن ، فإنك إن لم تخط نحو الأسوأ فأنت بحمد الله في السيء ! احمد الله كثيرا و لا تكن عاقا ..

و الحق أنه لا عداوة شخصية لي مع ذياك الرجل الذي يسمى الأمل .. لا أذكره إلا بالخير .. سمعت عنه الأساطير ، و رآه الناس على وجه القمر .. و يحلفون بغلاض القسم .. أنه على وجهه ارتسم ..

الأمل عندنا .. هو ممارسة تقبل الإستحمار الذي يمارسه علينا أهل الحبور .. دون الدخول في التفاصيل كثيرا ، لأن ماسح الأحذية ، إذا دقق كثيرا في التفاصيل سيصاب بتخمة في قلبه تجلب له أساطيل الحزن !

قرأت رواية الخيميائي اليوم لباولي كويلهو .. و علمتُ أن الأمل هو أن أجد ضميرا في وطن مهجور ..

ــــــ

أتى الرفيق .. هزيلا / جزعا .. و قال :

انقذني يا دكتور .. فإني أشعر أني قد مُسختُ شريفا !

فحصه الطبيب و قال :

أنت تعانى من ضمير ما ! و حياتك مهددة بوجوده !

و لا أخفيك قولا ..

سرطان الضمير يسري في جسدك و لكنه لا زال في بداياته ..

سنستأصله عاجلا لتعود إلى عالم التبن مرة أخرى !

ــــــــ

الرصيف أمي .. يمد رجليه .. و تجلس على حافته بائعة ثريد ..

الرصيف لا يعرف التلاوة ..

و رغم ذلك يصرخ في أولاد الثيران :

اخلع حذاءك الجلف أيها الثور و ابعد عني سوطك قبل ان تطئني !

أبعد عني عراءك ..

إيه أنت : انظر إلي .. نعم نعم أنت .. اقترب مني ..! اقترب أكثر :

إتفوووووو !

ــــــــ

إيه .. أنت : يا ابن أمه ..

تبيعني جزيرتين ؟ و لك ألفان و مليون مليون خزي ؟ و بعض بقايا بشر و ضيناصورات اسودت حتى اشتعلت ؟

طال عمرج .. الشيشة يالا !

ما يصحش كدا !

ـــــــــــــــ

أعطني في بلاد العرب رجلا .. و ارمني في اليم !

و اترك الأمواج تتقاذفني .. فسأخبرها .. سأموت مرتاح البال الآن

فقد استفاق الظلام !

و بما أني أعلم النتيجة سلفا ، و أعلم أن الظلام أقسم أن لا يفيق ..

فإني أوصيه ببني عمومته في تل الربيع ..

و أقول له :

رويدك يا ضبع .. رفقا بالخنازير !

ـــــــــــــــــ

بالأمس .. جاءني بريد الوطن .. في رسالة عاجلة من سطرين :

تعال افدني بدمك يا عاق الوالدين ..

و في الحقيقة .. لم أجب داعيه .. ليس لأني كما يقول : عاقا أنا كنت ُ

و لكن لأني دمي لا يصلحُ :

فقد اكتشفت بعد كل هذه الأعوام التي عشتها في كنفه : أني فقير الدم !

كح كح كح كح

ـــــــــــــ

أمريكا في الحقيقة مجرد عجوز مراب ..

دخلت العراق .. حاصرتها .. و قايضتها بالنفط مقابل الغذاء

و دخلت بلداننا .. و عرضت عليها صفقة :

الكل مقابل لعق الحذاء !

و هذا الباكيدج .. هو في الحقيقة فرصة لا تعوض ..

يعقوب مهدي 


  • 1

  • يعقوب مهدي
    اشتغل في مجال نُظم المعلومات .. و اعشق التصوير و الكتابة
   نشر في 19 أبريل 2016 .

التعليقات

محمود ماهر منذ 8 سنة
جميل جدا ، يعقوب .. كلامك عميق ما فهمت معظمه إلا أنني استمتعت حقاً بقراءته :)
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا