كلمة جميلة
المدح بلا تكلف هو رقي و وسيلة لزرع المحبة
نشر في 20 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تخيل معي أم جائعة ولها اطفال تريد أن تسكت جوعهم والحياة جارت عليها فحتى خدمة المنازل التي كانت تسترزق منها لم تعد موجودة ولا عمل لها في اي مكان و حيائها يمنعها من أن تخرج الى الطرقات و أمامها ثلاث خيارات ان تكسر حيائها اولا او تسرق ثانيا او تموت واطفالها جوعا ثالثا .. ماذا تفعل ؟
تخيل أنك فتحت مطعما و أن هذه الأم كانت تطبخ في بيتكم ذات يوم و أنك احببت طبخها و أنك ذهبت الى كوخها الصغير و معك سلة فواكه وطلبت منها بأدب أن تعمل معك واخبرتها لأنه لن يبقى لها وقت لتطبخ لعائلتها فمن المطعم تستطيع أخذ الكمية التي تكفي اطفالها و شهريا سوف تحاسب على ما أخذته ولها ما تبقى من مال.
ما هو شعورك بل ما هو شعور هذه الأم ماذا تظن؟ هل ستكرهك يوما؟ صعب ، وان حصل صدق لن تنسى لك ما فعلت وبطريقة ما ستكون بطلا و ستأتي الايام و ذلك الجميل سيظل ينمو كشجرة ثمارها الحب الذي تكنه لك تلك العائلة.
الكثيرون منا جائعون ليسمعوا كلاما جميلا عن انفسهم فلا تبخل على الناس يأن تخبرهم كم هم رائعون بحجة أنهم سيستكبرون و من هم وكل ذلك الكلام الواهي ، مثل الأم التي اعترفت بطبخها الجميل فاعترافك لها وتقديرك انقذها حقا وانت لا تدري ،و كلامك الجميل قد ينقذ شخصا فقد الثقة بنفسه و هو على حافة الهاوية وسيسقط وأنت جيئت لترفع معنوياته و تنبهه الى انك حقا تقدره ، للاسف كثيرون قد لا يمدحون حتى عائلتهم و لا يعرفون مدى الفرحة التي قد يزرعونها فيهم و لا مفعول ان تخبر امك ، اختك ، زوجتك او ابنتك كم طبخها جميل .
لذلك اخبر صديقك أن ذوقه جميل ،أخبري اخاك أن رسمه جميل ... لا اعني بذلك أن تتملق الناس و تنافق ، اعني امدح صفات موجودة فيهم اعجبتك فهذا ليس عيبا و انما شجاعة منك أن تعترف أن احدهم امهر منك في فعل شيء ما .
التعليقات
مقال جميل و بالتوفيق في كتاباتك القادمة .