في الحافلة، جلست بجانب سيدة فاضلة، بدأت تتجاذب أطراف الحديث معي و تخبرني كم أن الزمان تغير و أن كل شيء كان في وقت سابق " بكري" أحسن و أفضل من الآن ...

قالت بأنه حتى الأرض لم تعد تعطي ثمارها كما كانت في السابق لأنها هي الأخرى هرمت و كبرت كما تكبر جميع مخلوقات الله..

أوافقها الرأي في أن الزمان الذي نعيشه لا يشبه " بكري" و لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح .. هل نحن السبب في هذا أم أن الزمان تغير لوحده كونه يدور في دورة و لابد أن يمر بكل مراحل التغير قبل أن يعود مرة أخرى لنقطة البداية ثم يدخل في الدورة مجددا ...

رأيي أن كلا الاحتمالين صحيح .... و متكاملين مع بعضهما البعض... فانتقال الزمان من مرحلة الى أخرى في دورته يكون بتدخل منا ...بأفعالنا و بأقوالنا و انجازاتنا ...

التاريخ يعيد نفسه حتى و لو تغيرت التفاصيل و الأحداث، لكن التاريخ بصفاته يعيد نفسه، بكل ما فيه من حرب أو سلام ... جوع أو اكتفاء... تخلف أو تطور... جور أو عدل... كفر أو ايمان...تآمر أو تضامن الخ ... فقط تتغير الأسماء و الاشخاص و الأماكن و التعريفات...و ما أرى إلا أن أختم بقوله جل و على في كتابه العزيز بعد بسم الله الرحمن الرحيم،

" ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله و تلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين" صدق الله العظيم ...سورة آل عمران الآية ١٤٠