قلة ذوق بشاطئ تارغة المحترم وسط النهار - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قلة ذوق بشاطئ تارغة المحترم وسط النهار

المظاهر تخدع

  نشر في 03 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

معروف عن شواطئ الشمال أنها بصفة عامة شواطئ نظيفة، و معروف عن مرتاديها أنهم يحترمون الآخرين، خاصة تلك الشواطئ الممتدة بين أزلا و الجبهة، لكن ما حصل في عطلة الصيف بشاطئ تارغة أمر غريب، ُأصِبت بالدهشة الكبيرة و أنا أسمع تفاصيله، التي أفضل أن أحكيها بلسان قريبتي التي روت لي الحادثة.

السباحة أولا

وصلنا متأخرين للشاطئ - بعد أن تأخرنا في إعداد البيت و ترتيبه عند وصولنا من تطوان- و كنا نحمل مظلتين و أربع كراسي، و بما أن مياه البحر كانت صافية و تخلو على ما يبدو من قناديل البحر، فلم نشأ أن نضيع الوقت في نصب المظلتين و وضع الكراسي تحتها، فسارعنا مباشرة للمياه.

الشروط الثلاثة محققة و قلة الذوق

فعلا كانت المياه رائعة، فقد جمعت بين الصفاء، و الدفء و الخلو من قناديل البحر، بعد مدة لا ندري أهي قصيرة أو طويلة انتبهت فجأة إلى المكان الذي وضعنا فيه أغراضنا، لأفاجأ برجل و امرأة - بدت أنها زوجته - يجلسان على كرسيان من كراسينا الأربعة، و هما يتجاذبان أطراف الحديث، و يقهقهان تارة، و يتغامزان تارة أخرى.

بناءا على مبدأ الإستمتاع بالسباحة أولا أهملت الموضوع للحظة، و لم أثر شوشرة، و انهمكت مجددا في السباحة و اللعب وسط الماء، و مرة أخرى انتابني الفضول و ألقيت نظرة على "الزوجين" الذين يحتلان بكل وقاحة كرسيين من كراسينا الأربعة لألمح شخصين آخرين يتوجهان نحوهما و هما يلوحان لهما، فتوقعت أنهما سيكونان بنفس قلة الذوق و سيجلسان على الكرسيين الآخرين.

بلغ السيل الزبى

ما فاجأني هاته المرة هو أنها على العكس احتلا مكانا على الأرض و جلسا برفقة المحتلين الوقحين، مرة أخرى غضضت الطرف عن الموضوع لوهلة و عدت لأشارك العائلة اللعب و المرح.

لكن على ما يبدو كان ذلك فقط الهدوء الذي يسبق العاصفة،لينتبه الجميع فجأة على صوت إبني، و هو ينبهنا "أبي أمي، أنظرا ذلك الرجل و زوجته نهضا من على الكراسي، و هما يغادران حاملين معها الكرسيين". حينها اكتشفت أنني لم أكن الوحيدة التي انتبهت للموضوع، و قبل أن أتكلم جرى إبني الأكبر بسرعةنحو اللصين لإيقافهما.

لتكون الصدمة قوية

أسرع بُنَيَّ بكل ما أوتي من قوة، و ما إن خرج من الماء حتى تسمر في مكانه للحظة قبل أن يستدير نحونا، و الضحك يغالبه، ليتراجع خطوات للخلف قبل أن ينط بكل رشاقة وسط الماء، و لا يخرجرأسه منه  إلا و قد وصل إلى مكاننا.

سأله الجميع عن سبب عودته السريعة، فأجاب : "الموضوع بسيط و مسل، و هو مطابق بشكل كبير لقصة السيدة التي شاركها أحد الركاب كيسها من الحلوى لمدة ثم أخذ قطعتين منه قبل أن يغادر و يسمح لها بالإحتفاظ بكيسها"، البعض كان يعرف القصة فقهقه وسط البحر، و البعض الآخر الذي لم يسمع بهاته القصة من قبل و تسمر في مكانه و هو لا يدري ماذا حصل.

بسرعة استنتج من يعرف القصة أن الزوجين كانا يجلسان على كرسييهما الذين يطابقان تماما كراسينا الأربعة، و أن كراسينا لم يحركها أحد - كما هو معروف في تلك الشواطئ التي يترك الناس أغراضهم ليلا و نهارا دون خوف عليها.

ببساطة قصة صاحبة البسكويت لمن لا يعرفها :كانت سيدة في محطة اشترت كيسا من البسكويت، و جلست في مقعد في انتظار معاد الرحلة لتفاجأ بالرجل الذي يجاورها يتناوب على التهام قطع الحلوى من كيسها، مما أثار غضبها، و ما زاد الطين بلة أنه حين أراد المغادرة أخذ قطعتين مرة واحدة و أخبرها أنها تستطيع الإحتفاظ بالكيس، لتفاجأ قبل أن تنبس بكلمة أنها هي من كانت تتقاسم معه كيسه، و أن كيسها سليم في حقيبة يدها .

ملحوظة :

إذا أعجبتك القصة أرجو ألا تحرقها في تعليق إن كنت قادما من الفايسبوك :)

  • 3

  • ضياء الحق الفلوس
    طالب علم في مدرسة الحياة. مولع بسباقات الطريق مولع بالبرمجيات و مسابقات البرمجة و التكنولوجيا الحديثة. مولع أيضا بالتدوين والرسم والتصوير.
   نشر في 03 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا