*أعتقد أنه لا مفر لنا شباب العرب من أن نواجه حقيقة فشل الديموقراطية في بلداننا، وعلينا في ذات الوقت أن لا نفقد الأمل في تحقيقها، وتصديق أكذوبة الاختيار ما بين الديموقراطية أو الفوضى، فما ذكرته صحيفة اللوموند الفرنسية من أن نبوءة القذافي تحققت بشان انزلاق ليبيا الى جرف الهلاك اذا ما تم نزع السلطة منه، يجعلنا أن نعيد التدبر في الامر وأن نفكر حثيثا في طرق اخرى غير الثورات لتحقيق المبادئ الديموقراطية ببلداننا، فعلينا أن نسعى جاهدين لنشر الوعي السياسي والثقافي بين أبناء جلدتنا الذي يؤهلهم للعيش في نظام ديمواقراطي ينعمون في ظلاله بالعدل والمساواة والحرية ويحافظون عليه، فلن تزدهر القيم الحضارية المثلى في وطن ما الا أن تزدهر في قلوب وعقول وأرواح مواطنيه أولا، كما علينا السعي جاهدين لحث السلطات على توفير مناخ اقتصادي من شانه ان يخلق طبقة متوسطة متينة، حيث أنها تعد شريطة قيام أي ديموقراطية حقة نزيهة.
* اتهم نيكولاوس فيست، الذي يشغل منصب نائب رئيس تحرير "بيلد أم زونتاغ" الألمانية، الإسلام بأنه يعيق عملية الاندماج في المجتمع الألماني، ملخصاً مقاله بالقول: "أنا لست بحاجة إلى استيراد العنصرية وكل شيء آخر يمثله الإسلام"، متناسيا أن ما يقوله هو بالأساس يمثل العنصرية في أسمى صورها خاصة عند قوله" لا أجد أي مشكلة في التعامل مع المسيحيين أو اليهود أو البوذيين، على عكس المسلمين"، والغريب أنه يتهم المسلمين بأنهم عائق أمام تحقيق الاندماج في المانيا بسبب عنصريتهم، والمرد في ذلك من وجهة نظره أنهم يتبعون دينا يجعلهم عنصريين غير قابليين للاختلاط والانصهار في بوتقة مجتمع واحد يضم عناصر شتى، متجاهلا ان الاسلام في ذاته دين مزج وجمع وائتلاف، لا فرقة ولا حرب ولا انفصال، فالمسلمون الأكثر قابلية للاندماج والاختلاط مع غيرهم، ولكنهم لا يندمجون في اطر نظم تتسم بالغطرسة والعنصرية والانحلال، فلهم مبادئهم التي يؤمنون بها والتي لا يختلف عليها عاقلان، والتي يحرصون الا تمس لانها جزء لا يتجزا منهم، اما أي شيء لا يعارض مبادئهم، فلا باس به، فقبل أن يقدم فيست على اتهام المسلميين بالعنصرية عليه أن ينصح نفسه وغيره من المتعصبين الالمان بأن يكونوا ودودين مع المسلمين لا متعصبين متغطرسين، متقبلين لمعتقدهم وأفكارهم لا ناقمين عليها ساخطين دون أن يدرسوها حق دراستها أويعرفوها جيدا كما يجب، وأن يكفو أن فزاعتهم وتشويههم لصورة المسلمين، بل عليهم أيضا التحاور مع المسلمين ومعرفة مشاكلهم واثارة الراي العام حولها لحلها، وعليهم أن ينصحوا الحكومة باعطاء مزيد من الحريات للمسلميين، وأن تسعى لاقرار سياسات من شانها أن تزيد من دمجهم وادخالهم في دوائر صنع القرار بالمانيا