ها أنا ذا جالس في المقهى كالمعتاد و ما أن يعم الصمت مع من حولي في استراحة من النقاشات و القيل و القال فابدأ رحلة التأمل في ارجاء المكان رجال من جميع الاعمار طاولات يجلس حولها أشخاص أو شخص واحد نقاشات عن كل شيء مهمة أو لا قيمة لها ظللت ابحث عن المشترك بين كل هؤلاء البشر ياتون كل يوم لنفس المكان من غير كلل ولا ملل بل للبعض يعتبر المقهى البيت الثاني و لكني أدركت إن المشترك بين كل هؤلاء هو الهروب من الواقع فهي ذاك المكان حيث تتلاشى الهموم و تختفي المسؤوليات بمجرد ان تطأ قدمك بابها.
من منا يعيش بدونها فالهموم ولكن السؤال هنا هل تلاشيها هو الشيء الصحيح ؟ أم نحن كبشر نهرب بعيدا بدلا من المواجهة هل ناخذ الطريق السهل ؟ كم من الوقت يضيع هربا من الشيء ؟ نريد و نريد و نريد أحلامنا ليس لها حدود طموحاتنا لو تحقق بعض الشيء منها لكان كل إبن ادم ذو شأن و صيت و لكن القول أسهل من الفعل و كم قليلا يفعل و كثيرا يتكلم.
إن الخيار متاح و الفعل مباح و لكن نحن ناخذ الخيار السهل بعدم المضي قدما أحيانا يكون خوفا من القادم و أحيانا تكون الظروف سببا للوقوف في المكان و عدم المضي ولكن كم من شخص سطع نجمه رغم الظروف و رغم المصاعب كل الناجحين عندما يروون قصصهم تجدها قاهرة للحواجز مسخرة للظروف فنحن من نصنع انفسنا وليست الحياة من تصنعنا.
إنه قرار أخي القارئ هل تريد أن تجلس و تنتظر مارد المصباح يأتي ليحقق لك ما تتمنى ؟ إن كنت كذلك فخبر حزين في انتظارك لا و لن يأتي سيطول انتظارك و ستمضي حياتك و انت تنتظر. نحن في حياة الكل فيها يرغب ولكنها لا تعطي إلا من يستحق فاخي القارئ ضع بصمتك و كن عابر سبيل له اثر فكلنا نمضي من هنا فكيف سيكون مضيك هل ستسطع و تترك اثرا منيرا أم انك بعد رحلتك لن يعلم أحد انك مررت هنا من الاساس ؟...
-
محمد نبيلهاو يريد أن يكون