شخابيط
اعتدت منذ كنت صغيرا و بالتحديد عندما يضيق صدرى لامر ما او عندما اشعر بالعجز اختلى بنفسى واقوم بتلحين وتاليف الكلمات التى لا استطبع ان اتذكرها مرة اخرى وقد يعتقد من يسمعنى انى ربما اطير فرحا لامر ما و الحقيقة غير ذلك تماما .
اعتدت منذ كنت صغير عندما تتملكنى الحيرة ان اخلو بنفسى ممسكا قلمى و احاول ان اكتب ولان حصيلتى القرائية قليلة لا اعرف ماذا اكتب ولكن يتملكنى احساس يسيطر على بان اكتب ولكن ماذا اكتب ؟ فما يكون منى الا ان امسك قلمى واقوم بعمل شخابيط شخابيط تملاء صفحتى المهم بعدها اخرج من وعكتى خالى الصراع صافى الذهن وكان شخابيطى منفذ لتلك الصراعات الداخلية و الخارجية.
ويوما بعد يوم عرفت عالم القراءة علم السحر و الجمال وبدأت اتسلق جبالها الشاهقة واخطو فى هضابها الواسعة وارتوى من انهارها العذبة وقتها عرفت منفذ اخر لكل الهموم و الاوجاع عرفت طبيبا صديقا لكل الامراض و العلل واصبحت القراءة و الكتابة عشاقى و احبابى ممكن نبعد ولكن لا يمضى وقت كبير حتى اشتاق اليهما اخلو باحد منهما و ارتمى فى احضانه اعتذر كثبرا واندم عن ايام قضيتها بعيدا عن سهرهما ولكن هكذا هى الدنيا .
اتذكر يوما جلست اقرأ كتابين وقد انهيتهما كتاب بعنوان " يوسف وزليخا " و الاخر بعنوان "التفكير السلبى و الايجابى" للدكتور ابراهيم الفقى وكنت فى طريقى الى بلدة مجاورة وكان يرافقنى فى رحلتى احد الزملاء فى العمل وبالمصادفة تطرقنا الى سيدنا يوسف علية السلام ، ودون ان اشعر رحت احكى واسرد الكتاب بنوع من الاعجاب مما اثار دهشة ذلك الزميل الامر الذى جعله يسالنى كم مرة قرأت الكتاب ؟
قلت له بتعجب مرة واحده !
قال لى امر عجيب فكأنك تحفظ الكتاب حفظا بعدها عدت الى المنزل افتح جهازى استعدادا لرحلة جديدة فى رواية او كتاب علمى او كتاب تاريخى او مقاله او حتى رأى !
فكنت كلما نظرت فى اول صفحة اصابنى الخمول و الكسل ولا املك الا ان اغلق الكتاب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وعدت كما كنت صغيرا لا املك الا ان اصنع شخابيط على صفحة بيضاء
-
محمد بركات محمدمدرس البيولوجى ووقاية النبات بمدرسة دشنا الثانوية الزراعية