خيمت الازدحام علي ارجاء الطرقات بات الناس سيرآ و ركابآ للحافلات و السيارات من بينهم علي حافة الطرقات عدت المرأة الطريق و قد تمسكت كفيها بصبيها الصغير باحكام..
بائع شاب ممسكآ اياه بحلوي غزل البنات.. يقترب منها عارضآ بضاعته التي لفتت انتباه الصبي ينظر الصبي الي والدته ببراءة و استعطاف:
امي اريد من هذه الحلوي..
حسنآ لك هذا..
لم تكد تخرج بضعة عملات نقدية من جيبها حتي اختفي الصبي في الحال..
تدوي صراخها العالي الذي اخترق اذن المارة:
ولدي اين رحلت يا بني مزقت اشلائي دمعآ عليك..
يرمقها المارة بنظرات تعجب من تلك المرأة غريبة الاطوار.. واقفة اياها وحيدة في منتصف الشارع ممسكآ كفيها بالهواء تدور رحي حوارها مع نفسها و هي تظن ان لها صبي ضليل..
ملجأ شاسع عميق الارجاء..خاوي بلا سكان هجر منذ موضع بعيد.. نسج الناس حوله قصص مآواه للآشباح لما ذكر عنه من مآسي كان شهيدآ اياها ..
منذ سنون عدة آن الملجأ مآوي لشريدي الصبية.. بات الملجأ جحيما لا يطاق لصبية في عمر الزهور لما تعرضوا له من تعذيب..
امي آن موعد زيارة الملجأ الن تأتي الي؟..
اجل يا ولدي انا فارة اليك يا صغيري..
آلت الي ذلك الملجأ السكين بدي الليل مظلمآ للغاية.. الواجهة الخارجية بدت اشبه قصور الاشباح و ظلال الاشجار تحف بها من كل موضع..
تقدمت اعلي درجات تفضي الي المدخل الرئيسي.. ضغطت علي مقبض الباب الذي انفتح معها ليعم السكون ارجاء الموضع.. ولجت الي داخل الملجأ ليغلق الباب وحده خلفها في الحال..
بات الملجأ من الداخل مهجورآ منذ زمن بعيد.. كانت الأتربة و الغبار متراكمة علي الغرف و الاثاث.. حلت الظلمة بارجاء الموضع.. من وسط العتمة و الظلام بدي ذلك الصبي حاملآ قنديلآ صغيرآ..
امي ها قد اتيتي هلمي معي سابصرك شيئآ..
حسنآ يا ولدي انا قادمة..
يصعدان الي الدرج الحجري كادت ان تتدلي رأسها فجأة من ذلك الحبل المعلق في سقف الدهليز..
ما هذا يا ولدي يبدوا مخيفآ..
احدي الطرق التي كنا نعذب بها..
ماذا؟..
قد وصلنا هيا يا امي..
يسيران بخطي شاسعة مفضية الي تلك الحجرة.. منظر بشع هال عيناها.. صبية صغار مقتولين تعج بهم الدماء وجوهم باردة زرقاء ينظرون اليها نظرات مرعبة..
آنت يا رفاق..
يدق قلبها خوفا تنظر الي الصبي برعب..
من هؤلاء؟
رفقائي في الملجأ..
ماذا؟.. اذا انتم..
اجل انا اشباح و نريد مساعدتك..
كيف؟..
لقد اذهقت ارواحنا غدرآ من مسؤولين الملجأ.. و آوين الان الي الانتقام..
لقد آلوا منذ زمن بعيد للموت و كلاهم لقوا حتفهم في ظروف غامضة..
اعرف فنحن من قتلناهم..
اذن ماذا تريد الآن؟..
بقي لنا انتقام اخير..
ماذا؟ و من من؟
انت..
يرتجف قلبها من الخوف..:
لماذا؟؟
لانكي ارتكبتي جريمة كبري في حق ولدك حينما دفعتي به الي ذلك الملجأ..
لم ادفع به بل فقدته اثناء شرائي له الحلوي..
تنهار المرأة باكية يقترب منها شبح الصبي:
امي اعرف انك رحلتي من بكائك علي.. ساريكي شيئآ..
تري جنازة كبيرة شيعها بضعة من الرجال و قد لمحت من بينهم شبح صبي صغير ينظر الي قبرها بحزن..
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب