لاشك ان الحديث عن قائمة كبار مدربي العالم وفطاحلة الفكر الكروي هو حديث يحتاج إلى مساحة واسعة جداً حيث تطول هذه القائمة وتزخر بأسماء تركت من الانجازات ومن الإبداعات والفكر الكروي الكثير ومنها من لايزال يبدع لا بل ويتربع على رأس هذه القائمة, وأنا هنا لا أود الحديث عن كل هؤلاء الكبار ولكن إلى الإشارة لمدرب استطاع في سن هو فيه حالياً على مشارف عقدة الخامس أن يحجز لإسمه مكاناً ضمن هذه القائمة في وقت قياسي من وجهة نظري.

( يورغن كلوب) المدرب الألماني الذي ارتبط اسمه باسم فريق بروسيا دورتموند الألماني في السنوات السبع الماضية وتحديداً منذ عام 2008م عندما استطاع أن ينقذ الفريق بعد أن كان على مشارف الإفلاس حتى حقق معه بطولة الدوري مرتين والكأس مره واحده في أول عامين من توليه تدريبهم هذا بالإضافة إالى الوصول للمباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2012-2013م.

نجاح هذا المدرب وتحقيقة لهذه الإنجازات لم يتحقق بطبيعة الحال بالصدفة فالعمل الجاد والطموح والإصرار وحب التحدي لدى هذا المدرب هو ما قادة إالى تحقيق مثل هذه الإنجازات وهو مستمر في ذلك, كلوب كما يعلم البعض كان قد درب فريق ماينز الفريق الذي لعب له 11 موسم بالدرجة الثانية ليسجل اسمه واحداً من هدافي الفريق التاريخيين, ثم بدأ معهم مسيرتة التدريبية عام 2001م حيث احتاج كلوب إلى عامين من التدريب ليحقق لهذا الفريق أكبر إنجازاته التاريخية بالصعود به إلى الدرجة الاولى موسم 2004-2005م ثم احتاج عامين آخرين ليحقق لهم إنجازاً آخر باللعب في كأس الاتحاد الاوروبي ليقضي عامين آخرين مهم ثم يستقيل من تدريب الفريق الذي قضى سنين طوال معهم كلاعب او كمدرب.

إن ماحققة هذا المدرب مع كلا الفريقين ماينز ودورتموند من نجاحات في فترات قصيرة جداً شهد له فيها الجميع بالتفوق والتميز هو مادفع الكثير ايضاً إلى البحث عن أسباب هذا النجاح؟

إن اسلوب كلوب المحفز وبث الحماس في نفوس لاعبية يعتبر هو الركيزة الاساسية لهذا المدرب واعتقد ان المدرب الارجنتيني سيميوني يشترك مع كلوب في ذلك, كما وان المثابرة والصبر لديه هما عاملان أساسيان من عوامل نجاحه.

ايضا إعتماد كلوب على الفريق ككتلة جماعية واحدة هي اهم ميزات هذا المدرب الذي صنع عدداً من النجوم فهو مدرب لا يعتمد على نجم معين في اي فريق يديرة ولا يعمد إلى شراء النجوم او ضمهم لفريقه بل هو من يقوم برعاية المواهب ويصنع منهم نجوم, كما وانه وضع لنفسه رؤية تدريبية واضحة لم يحيد عنها أبداً واتبع اسلوب تكتيكي تميز به كما ان حسن توظيفة للاعبين داخل الملعب أعتقد انها الميزة الأفضل على الإطلاق لدى كلوب.

وهاهو العام 2016م شارف على الإنتهاء وماشاهدناه منذ قدوم كلوب لنادي ليفربول بلاشك يدفعنا للقول أن هذا المدرب حتى لو لم يستطع تحقيق بطولة مع ليفربول إلا انه استطاع لغاية الآن ان يغير من شكل الفريق ويعيد له هويته التي كانت غائبة عنه ويدفع بمواهب مغمورة نحو النجومية وينافس على المراكز الأولى في ترتيب الدوري كل ذلك والموسم لم ينتهي بعد ولكن منافسية جميعاً كبيرهم وصغيرهم وضعوا نصب أعينهم أمر واحد فقط أن منافسهم فريق ليفربول يملك واحد من قائمة كبار المدربين.