أين تقع مساكن قبيلة ثمود - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أين تقع مساكن قبيلة ثمود

  نشر في 26 ماي 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ كَذَّبَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡحِجۡرِ ٱلۡمُرۡسَلِینَ (80) وَءَاتَیۡنَـٰهُمۡ ءَایَـٰتِنَا فَكَانُوا۟ عَنۡهَا مُعۡرِضِینَ (81) وَكَانُوا۟ یَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُیُوتًا ءَامِنِینَ (82) فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّیۡحَةُ مُصۡبِحِینَ (83) فَمَاۤ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ (84)﴾ [الحجر]

وعن عبدالله بن عمر، قال: مَرَرْنا مع رَسولِ اللهِ ﷺ على الحِجْرِ، فَقالَ لَنا رَسولُ اللهِ ﷺ: لا تَدْخُلُوا مَساكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، إلّا أَنْ تَكُونُوا باكِينَ حَذَرًا، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَهُمْ.

رواه البخاري ومسلم.

وعن عبدالله بن عمر، قال: أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضَ ثَمُودَ الْحِجْرَ فَاسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا وَاعْتَجَنُوا بِهِ فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُهَرِيقُوا مَا اسْتَقَوْا مِنْ بِئْرِهَا وَأَنْ يَعْلِفُوا الْإِبِلَ الْعَجِينَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي كَانَتْ تَرِدُهَا النَّاقَةُ.

رواه البخاري ومسلم.

قال ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان: " والحجر: اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام، قال الإصطخري: الحجر قرية صغيرة قليلة السكان، وهو من وادي القرى على يوم بين جبال، وبها كانت منازل ثمود، قال الله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ من الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ} قال: ورأيتها بيوتا مثل بيوتنا في أضعاف جبال، وتسمى تلك الجبال الأثالث، وهي جبال إذا رآها الرائي من بعد ظنها متّصلة فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها، يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا تكاد ترتقى، كل قطعة منها قائمة بنفسها، لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة، وبها بئر ثمود التي قال الله فيها وفي الناقة: {لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}" اهـ 

شبهة والرد عليها:

زعم مجموعة من الباحثين الغربيّين، وتابعهم على ذلك الباحثون الشرقيّين، على أن الكهوف المنحوتة في وادي الحِجْر ليست بلاد قبيلة ثمود قوم نبي الله صالح عليه السلام، بل هي موطن الأنباط!

وهذه ليست سوى واحدة من تشغيباتهم المعتادة، في ادعائهم المعرفة المطلقة، من خلال الآثار المادية. مع أن ما يطرحونه من أدلة، ليست قطعيّة، إنما هي أيضاً ظنيّة، ولكنها تبقى أدلة ماديّة محسوسة أو ملموسة!

ولكونهم لا يؤمنون بما وراء الأثر المادي، فلن يتجاوزوه إلى غيره، لأنه حسب قولهم: مجرد ظنّ! حتى لو كان المخبر بذلك، آية من القرآن الكريم أو حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وليس العجب من الباحثين الغربيّين الذين لا يؤمنون بالقرآن الكريم ولا يؤمنون بالسنة النبويّة المطهّرة، بل العجب كل العجب، من قوم يدّعون الإسلام، ثم نجدهم يتابعون الغربيّين فيما يقولونه، مع أن كل كلامهم تكذيب صريح لنصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهّرة، وإن كنت لا أستبعد أن كثير من هؤلاء الباحثين قد يكون أشدّ كفراً من الغربيّين بالقرآن والسنة، وإن لم يظهر هذا، وإنما يعبّر عنه بإعراضه عمّا ورد في كتاب الله وصحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم!

فإن ثمّة أقوام، ما يردهم عن التصريح بكفرهم، إلّا خشيةً على أنفسهم وأموالهم.

وقد احتج القائلون بأن الكهوف المنحوتة في وادي الحِجر، ليست مساكن لقبيلة ثمود، بل هي للأنباط بعدّة حجج وهي:

الأولى: أن أبواب تلك البيوت الحجريّة قصيرة، وبما أن قبيلة ثمود - حسب اعتقادهم - عاشت في وقت مبكر من عمر البشريّة، فالواجب أن تكون أجسادهم طويلة جداً، فقد ورد في الأحاديث الصحيحة، أن آدم كان طوله ستون ذراعاً يوم أهبط إلى الأرض، فما زال الخلق ينقص، حتى ثبت على ما كان عليه زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

والثانية: أن تلك المباني، يُرَجّح - وعفواً مصطلح يُرَجّح ليس في قاموس المؤسسات البحثيّة مطلقاً، بل كل ما يقولونه حقيقة مفروغ منها كما يزعمون - أنها مقابر للدفن، وليست بيوت للسكنى!

بل إن أحد الباحثين العرب يقول: إنها مقابر وليست منازل بلا أدنى شكّ! ولا أعلم ما الدليل القاطع عنده الذي جعله لا يشك في أن هذه الكهوف المنحوتة مقابر وليست منازل للسكنى، إلّا إيمانه المطلق وثقته العمياء بنتائج البحوث الغربيّة!

والذي دفع الغربيّين إلى القول بهذا القول، هو أنهم رأوا الصوفية والشيعة يبنون ضرائح على قبور معظميهم، ويزخرفونها، فقاسوا تلك الكهوف المزخرفة في الحجر، على تلك الضرائح التي شيدها الصوفية والشيعة على قبور معظميهم، هذا كل شيء!

والثالثة: هو وجود تشابه جزئي، وضئيل، في زخرفة تلك الآثار، حيث نجد أن الزخرفة التي تعلوا أبواب الكهوف المنحوتة في الحجر، شبيهة بالزخرفة التي تعلوا أبواب الكهوف المنحوتة في البتراء، وكذلك وجود نقوش كثيرة للخط الذي يسمونه الخط النبطي، وبالتالي، هذا يدل عندهم على أن من قان ببناء الكهوف المنحوتة في الحجر وزخرفتها ونقش عليها، هم أنفسهم الأمة، التي بنت البتراء، وهم الأنباط!

وسوف نرد على كل حجّة بما يبطلها إن شاء الله تعالى.

فأول حججهم، ليس هناك ما يدل على أن قوم ثمود من أمم أوّل الزمان، ولا ندري كم بين ثمود، وكم بين آدم عليه السلام من القرون، حتى نعرف هل هم من أهل أوّل الزمان، أم من أهل أخره! ولكن كون أبواب تلك القصور بذلك الحجم، فهذا يدل على أنهم في طولنا، وبالتالي يدفعنا هذا إلى الاعتقاد، بأن ثمود ومن قبلهم عاد، هم من الأجيال، التي تصنّف على أنها من أهل أخر الزمان.

وأما ثاني حججهم، فكل من زار تلك التجاويف، علم يقيناً أنها ما أعدّت إلّا للسكنى، وأنه لا يقول بخلاف ذلك، إلّا أحد اثنين:

إما شخص يردد ما تقوله تلك المؤسسات الغربيّة ترديد الببغاء.

أو شخص مدفوع ليقول هذا الكلام، ليشيع بين الناس، ويقرّ في قلوبهم، أن هذه التجاويف، ليست بيوتاً بل مقابر، وبالتالي لا علاقة لها بمنازل قبيلة ثمود! وبالتالي تكذيب كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم!

فعندما تلج إلى داخل تلك التجاويف، تفضي إلى غرفة فسيحة، وبعض تلك الغرف، لها تجاويف، هي أشبه بالرفوف، التي توضع عليها الحاجات، كما هي الحال في البيوت المبنيّة باللبن، حيث كان بناتها يضعون رفوفاً لرفع الأشياء التي لا ينبغي أن توضع على الأرض، كما يوجد في تلك الكهوف تجاويف أكبر، هي أشبه بمخازن الطعام أو المال أو البضائع، فهل يعقل أن يقال عنها بعد ذلك، أنها ليست سوى مجرّد مقابر، لدفن الجيف! ألا يستحي من يقول بهذا القول من قوله؟ إن الادعاء بأن هذه الكهوف المنحوتة ليست سوى مقابر، هي مكابرة لواقع تلك الكهوف، التي يشهد تصميمها على أنها أعدّت للسكنى وليس للدفن!

ثم إن أرضيّة تلك الكهوف، صخرية قاسية، لا يمكن حفرها، ولا الدفن فيها، فكيف سوف تدفن الجثّة في مثل هذا الموضع، ولا يوجد أي إشارة إلى أن أرضية تلك الكهوف قد نحتت حتى تكون قبراً!

وأما ثالث حججهم، فقد بيّنت سابقاً أن القول بأن المدن الأثرية في البتراء وجرش وبصرى وتدمر تعود ملكيتها إلى الأنباط، مجرد ظنٍّ لا يغني عن الحق شيئاً، ولا يعارض هذا بالحقائق القرآنية والنبويّة، كيف يعارض القرآن والسنة الصحيحة الثابتة عن النبي بظنون قائمة على أدلة هشّة وغير قطعيّة!

إن الذي أخبرنا بأن هذه الكهوف المنحوتة في الجبال لقبيلة ثمود، هو الله الذي لا إله غيره، ونبيه الذي لا نبي بعده، فكيف يترك هذا إلى ظنِّ، وقد قال الله تعالى: (قتل الخراصون) والخرّاصون هم الذين ليس لديهم سوى الظن.

إنه لا يعرض عن قول الله تعالى وقول رسوله، إلا من كفر بكتاب الله وسنة رسوله، وهذا النوع من الناس، نحتاج إلى أن نقنعه أولاً بصحّة دين الإسلام، وصحة القرآن والسنة، حتى يضع ثقته فيهما، فبعد أن يعلن إسلامه وإيمانه بالقرآن والسنة، سوف يؤمن بأن الحجر كانت منازل قبيلة ثمود، وأن تلك الكهوف المنحوتة هي مساكنهم، التي كان يتخذها ساداتهم، وليست مجرد مقابر لموتاهم! وأن ما استنتجه الغربيّون، ليس سوى ظنون وتخرّصات قائمة على أدلة هشّة وغير قطعيّة، وأنهم إنما يدعون ذلك، لأنهم لا يؤمنون إلا بالأدلة المادية المحسوسة فقط، وهذا ما جعلهم يعرضون عن نصوص القرآن والسنة، كمونهم لا يؤمنون بدين الإسلام، ولا بمصادره الأصيلة المتمثلة في القرآن والسنة.



   نشر في 26 ماي 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا