تأملات في نعم اخرى
الحمدلله رب العالمين
نشر في 26 يوليوز 2024 وآخر تعديل بتاريخ 26 يوليوز 2024 .
الحمدالله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ....
يظن غالبيتنا ان الكلمات هذه تقتصر وتقال على نعم الله كالطعام والشراب والمسكن وجماليات الطبيعة الخلابة والكون التي تكشف معجزات الله وقدرته ،
لكن هنالك اوقات تأتي في أيام بلا موعد أو تخطيط !
تشعر بإحساس جميل وفرحة داخلية. تعكس كل ماهو أمامك إلى شيء اجمل !
تشعر انك مرتاح البال ، راضي وقانع بما تملك ، وبما انت عليه ، لا تفكر بالماضي ولا المستقبل ، تفكيرك وحواسك منصب على الوقت الآني ، ترغب ان تفعل كل الأشياء التي تحبها حالا ! مستشعرا بجماليات كل شيء !!
تتأمل الذبابة التي كانت تحوم حولك وتزعجك ، والتي كنت تنظر لها نظرة مليئة بالإشمئزاز والكراهية ،
اصبحت تتأمل اجنحتها ، وهيئتها بكل حب وإعجاز ، فتجد نفسك تلهج بذكر الله في خلقه لتلك الكائن الصغير !!
تشعر بمشاعر إمتنان لله كونك لا تزال تتنفس وتتحرك في هذه اللحظة! مستشعرا بعظيم هذه النعمه ، وحب الحياة التي كنت تتذمرها مسبقا ، وشعرت باليأس والفتور منها والرغبة في الموت بدلا من هذا البؤس !
تتأمل اجفان النيام من حولك ، فتردد سبحان الله الذي جعل
" اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) [ سورة النبأ ]".
وجعل النوم راحة لأبدانا ،
" وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)
[ سورة النبأ ]" .
لنرتاح من مجهود الأمس ، ونستعد لليوم بكامل صحتنا ونشاطنا ، سبحان الذي يعيد احيائنا بعد النوم ، الذي يشبه الموت المؤقت ، فيعيد احيائك مجددا حين تأخذ قسطك من الراحة .
تلك نعم لا تعد ولا تحصى ، وغيرها الكثير من النعم التي نجهلها
" وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " [ سورة النحل: 8] .
ونعم لا نراها كوننا مقيدون فكريا و في محيطنا فلا نسافر ولا نجوب العالم للتفكر والبحث والتنقيب في خلق الله للحياة ؛ لبيان معجزة خلقه ، ولنعتبر ونتذكر، ونستشعر بنعمه الجليلة ،
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20] .
ونعم لا نشكر الله عليها رغم امتلاكنا لها ، ولا نشعر بقيمتها إلا بعد زوالها ،
( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) [الملك: 23] .
حاول تأمل كل شيء حولك ، اجعل نظرتك دقيقة واستشعر حكمتها ونعمتها ،شيئا فشيئا سيتغير طريقة تفكيرك و نظرتك ، فتحمد الله على نعم لم تكشفها وتشعر اثرها ، وستبقى هنالك نعم لن تكشف قيمتها ...
وَإِن تَعُدُّوا نِعمَةَ اللهِ لا تُحصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل:10-18].
-
بســمة العـثمـانياشعر أنني مأخوذة مِن الزَمن القَديم كأغانيها وبَهجتها المتلونة .. ك أنثىٰ تحتفي بزرآعة شَجرة الليمون وانوثتها السماوية 🌼💛