فى يوم مولدي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فى يوم مولدي

  نشر في 06 يوليوز 2017 .

مع دقات الساعة الثانية عشر سأكون على موعد مع يوم جديد ولكنه ليس كأى يوم , هو يوم مميز بالنسبة لى يسمى "بيوم مولدى" , لن يأتى بمفردة كسابقيه ولكنه سيأتى ومعه ضيف ثقيل يدعى إتمامى لعامى الثالث والعشرين ..

عام جديد سأعيشه , ذكريات جديدة سأصنعها , تحديات جديدة سأخوضها , فرح وسعادة , حزن وشجن , دموع وفرح وغيرها من المشاعر التى بلا شك سأعيش كلا منها على حد سواء , أشخاص سأفقدهم وأخرون سأفتقدهم وأخرون سيحلون محلهم فى قلبي وحياتي .. عام ربما يكون الأفضل فى حياتى وبما الأسوأ أو ربما يمر مرور الكرام بدون أى ذكرى أو حدث جديد يغير معالمه .

فى طفولتي كنت أنتظر حلول هذا اليوم على أحر من الجمر , أبدأ بعد الايام منذ بداية الشهر حتى الوصول لليوم المنتظر , أعد واجهز , احلم بالاحتفالات والهدايا والامنيات , سأتمنى هذا العام أن أصبح مذيعه شهيرة ناجحه لدى واحد من أفضل البرامج وأنجحها على الاطلاق وسأترك السياره الفارهة التى رأيتها فى أحد الافلام الاجنبية وحلمت باقتنائها للعام القادم لأعود وأقرر أن الافضل أن أتمنى بيت جميل صغير وهادئ ذو حديقة كبيرة وواسعة والذى سأملاؤه بالطبع بمجموعه من أفلامى المفضلة ومكتبه منزلية كبيرة مدججه بكافه أنواع الكتب التى أحبها ثم انهيه بشرائط من اجمل الالحان والموسيقى الهادئة التى ستضفى لمسه سحرية على المنزل بالتأكيد .

يبدأ اليوم الموعود مبكرا بالنسبة لى , أستيفظ منذ السابعه أو ربما قبل ذلك وابدأ فى التجهيز , اهتم بكل تفصيلة حتى يخرج اليوم كما اريده , أرتدى أجمل فساتينى , أجعل أمى تصفف شعري كما اريد , يحضر ابى كل لوازم الاحتفال , وانتظر ليس كثيرا فبمجرد ان انهى جميع التجهيزات يبدأ المدعون بالوصول , الاهل والاصدقاء والاحباب وكل من أريد أن يشاركنى مشاعر الفرح والسعادة فى هذا اليوم , نحتفل , نفرح ونبتهج , أتلقى هداياهم الجميلة وأمنياتهم السعيده لى , نتشارك كل تفصيلة فى هذا اليوم السعيد حتى اخر دقيقة منه , ينتهى اليوم كما بدأ , تنتهى فقط ساعاته ولكن تظل امنياتى واحلامى قدر الانتظار الى ان يأتى يوم وتتحقق .

كبرت وبدأ تميز اليوم يتلاشى مع الوقت لم اعد أنتظره بقدر الاشتياق , بدأ اعدادى لليوم يقتصر على ايام معدوده قبله ثم ساعات ثم دقائق ثم لم يعد هناك احتفال اصلا , لم يعد هناك مدعوين ولا هدايا ولاأمنيات وبدأ الامر يقتصر على مجرد تهانى عابرة باردة إما عن طريق الهاتف او مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعى تشعر وكأنها تأديه واجب أكثر من كونها معايده من القلب .

احساسى باليوم نفسه بدأ فى التحول تدريجيا من الفرحة إلى الحزن ثم إلى الخوف وانتهى بالاشئ , الحزن على العمر الذى يمر وينقص عاما ولا يزيد كما كنا نزعم قديما تكبر عاما ويكبر معه همومك وربما احزانك ايضا والخوف من المستقبل المجهول وماقد يحدث فيه من أمور قد تغير حياتك واللاشئ وهو مزيج من مشاعر سلبيه متنوعه فانت حزين وخائف وغير مبالى ايضا وياله من شعور قاسي .

قرأت مقوله لاحد الاشخاص من قبل مفاداها أن العمر يحسب بما فعتله خلاله فان لم تفعل أى شئ مجدي ولم تحقق شئ يجعلك تفخر به فلا داعى للاحتفال بيوم مولدك لأن مثله مثل أى يوم عادى .

عامى هذا هو عامى الاول بعد التخرج , لم اعد طفلة ولم تعد كل همومى ان احصل على تقدير مرتفع او درجة كبيرة فى الامتحان وانما اكبر من ذلك بكثير , اصبحت مطالبه بالتعامل كأمرأه ناضجة , أن أحصل على وظيفة جيده واصبحت امور الخطوبة والزواج لمن هن فى مثل سنى طبيعية وليست طارئة او غريبة .

بدأت بالفعل فى تنفيذ بعض منها , فبعض التخرج من الجامعه بالتقدير الذى اردته وبذلت كل أستطيع من جهد فى سبيل تحقيقة عملت فى اكثر من وظيفة منها من تعلق بمجالى ومنها من لم يتعلق , أنهيت كورس اللغه وعده كورسات اخرى الكترونية , تخلصت من عده اشخاص عانيت بسببهم فى حياتي لم اغلق الباب على اخره ولكن على الاقل اغلقت منه ولو جزء بسيط وادخلت اخرين , عدت للكتابة بعد توقف دام اكثر من عام , اتخذت اكثر من قرار مصيري وخوضت اكثر من تجربة جديدة , لا اعلم ان كان هذا يكفى للاحتفال ام لا ولكنه لا يكفى بالنسبة لى فليس هذا فقط الذى تمنيته ولا هذا فقط الذى سعيت له .

فى هذا العام لن تكون أمنياتي السيارة او الشهرة او المنزل الجميل الهادئ وانما سأتمنى اشياء اخرى قد تبدو صغيرة وتافهة ولكنها مهمة بقدر كبير لى , اريد ان احظى بحياه طبيعيه جميلة خاليه من الحزن والالم , ان اعمل فى وظيفة احلامى التى لطالما تمنيتها وليست اى وظيفة أجدها *والسلام* , اتمنى ان احظى باصدقاء حقيقين وليسوا فقط مجرد ارقام فى قائمة هاتفى , اتمنى ان اجرب كل شئ اريده , ان اسافر , اخوض مغامرات عديدة , ان استمر فى الكتابة والا افقد شغفى بها ابدا ,  اتمنى الا افقد اى شخص احبه بل ازيد عددهم .

اخيرا أتمنى فى يوم مولدي القادم الا احزن على ماضاع من عمري هباء بل أفخر بما حققته به وبما سوف أحققه فى الاعوام القادمة وأن يصبح يوم مولدى يستحق الاحتفال وليس يوم أهرب من ذكراه .. 




  • سلمى آدم
    صحفية , أعشق السينما والموسيقى والكتب الجيدة .. أحب المناقشات المثمرة وأتقبل جميع الاراء بصدر رحب . قلمى سيفي وعقلى سلاحي ..
   نشر في 06 يوليوز 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا