.
أن تكون مبصرا في عالم صار فيه البصر خطيئة ، صار الظلام هو الشيء المقدس الوحيد ، وصارت حكايات النور بمثابة أساطير توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل ؛ مثلما تحكي لنا الجدات عن الغول والكائن طويل اليدين الذي سينتزع قدمك إذا ما ظلت خارج الغطاء .. في هذا العالم لن يفهمك أحد إذا وصفت له جمال النجوم وزرقة السماء وشروق الشمس وغروبها المهيب ، لن يصل بهم خيالهم لتصور بديع الخضرة وتنوع ألوان الحسون ، فجُلما رأوه ويرونه هو الظلام المحيط بهم من كل جانب .. وبعد قليل إذا طال مدحك للنور والألوان وكفرت بالظلام المقدس ستصبح أنت الكافر الزنديق الواجب التخلص منه وإعدامه أو إعدام عينيه ، كذلك أصبحت المبادئ والأخلاق في عصرنا مفردات نسمعها كثيرا ولا نراها إلا قليلا نفهم حروفها ولكن لا نعي معناها ، مفردات مجردة من المعنى ، فوجد من مازال يمتلك عينيه نفسه وحيدا غريبا يوصف بجيل الستينات فقط لأنه يحاول التمسك بنور عينيه وألا تتدنس روحه في الظلام ، سيعيرونه ويعتبرونه معتوها وساذجا ، ربما مخبولا لا يستطيع مجارات أقرانه ، شاب بعقلية شيخ من الستينات .. هو له فضائل ولكن لن يروها فأعينهم لا ترى شعاع النور .. سيتحمل ويلقي بكلامهم وراء ظهره وسيتفهم فهم ضحايا الظلام ..سيواصلون اغرائه ؛ إقبل الرشوة فلا شيء يمضي دونها ، لا حلال محض في عصرنا ، اخلعي عنك وجهك المتصلب أمام مديرك و ستحل مشكلتك ، اقبل بمشروع ربوي فالكل يفعل هذا ولن تفنى الدنيا إن فعلت أنت ، ادفع رشوة فلا سبيل للتوظيف دونها ، تزيني قليلا فكل قريناتك يفعلون هذا ، خض في أحاديث عشوائية فلا أحد يرى أو يسمع شيئا ....ستحدثه نفسه أحيانا باقتلاع عينيه وتجربة الظلام قليلا ، سيتعينها شهواته ، سيفكر كثيرا ، سيوضع غالبا بين المطرقة والسندان .. سيكون مثلهم ، سينتهي العذاب ، لن يعود مرئيا ، سيرتاح ، سيلبي نداء شهوات الدنيا .. ولكن سيفقد عيناهوسيفتقد نور الشمس وجمال النجوم وزرقة السماء ، سيصبح أعمى... سيتكرر إمتحان بلد العميان كثيرا في حياته وفي أدق تفاصيلها .. ولكن أتمنى دائما أن يختار عينيه وأن يرى الفجر في اللحظة المناسبة ويبقى بعيدا على سفح الجبل ، بعيدا عن بلد العميان ...
هذه المقالة لم يكتبها أحد ،هي لي وليست لي .. أتذكرون عندما كنا نعيد الرسم فوق رسمة جميلة هو ذاك ، أعدت صياغتها من مقالة للدكتور أحمد خالد توفيق " رحمه الله " ___
-
محبة العلملكي نحيا حياة سعيدة يجب ان نعتبر الدنيا معبرا لا مستقرا ، كي نعيش حياة فعالة يجب ان نشغل انفسنا بالأفكار لا بالأشخاص ، كي نحيا حياة سرمديه يجب ان نحيا لافكارنا