حلم... بطعم الضباب
داء السكري يرفع السياط على جسدي، التعب ينال مني ، وحل السرير يغريني كلما دلفت باب الغرفة في خطى متثاقلة، وسادتي مشدود لها في نشوة الراحة بعد العبور، أدقق في الصور، ذهني سلة من الصور المختلطة بالألوان.... انفتح خزان الذكريات مثل شلال هادر، انهمر روحي دون مجهود... مر أمامي شريط حياتي غامقا مثل نيكاتيف فيلم محروق... تظهر الصور حين أرفعه، ليعبر الضوء إلى تفاصيله... فلا أرى سوى مشاهد مشوهة تعاندني لتحيى... صور حياتي كما قُدرت... التقطت بشكل يدعو للسخرية والرثاء... بدت رحلتي بين الأمكنة مثل عمر طويل، شاخت فيه روحي، تراكم على جدرانها الغبار، اختفت شرايين الأمل أو ترهلت... من فرط الشرب... أمام مرآة رافعا أصبعي مشيرا إلى كل الأمكنة والأماكن...
حلم متموج، كشعر عشيقتي، أداعبه وأنام على رائحته... أصل إلى ذروة النشوة، أحيانا يكون صوتا أو نغما بعيدا يختلط بأحلام يقظتي مع كل كؤوس العنب المعتق... سكرت حتى أصبحت مثل كلب يترنح وسط شوارع النسيان... أتبول على كل جدار أزرق افتراضي... رافعا رجلي اليسرى لكي لا يسقط على ما بقي عالقا بذاكرتي...
أ لأن قلبي كابر طويلا، صبر طويلا، أدماه التشرد... ويستحق القليل من الانطلاق؟.
أ لأنني أحسست بقليل من الأمان... فهاجت العواطف؟.
كانت جميلة أكثر مما أحتاج، لحظة اللقاء، حرصت على أناقة تسريحتها وروعة عطرها كي تعذبني... اكتفت بتقبيلي أمام فضول أهل المكان "الجواد" قبلتني لأستفيق:
- كفاك أيها العربيد الولهان... قم إنها السابعة صباحا... انهض لتبحث عن عمل يقيك من سبيل الجوع... أما الحرمان... فأنت تغوص في قعره... أيها الكسول العجوز...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 13 / 02 / 2015