إنها أيام جميلة في حياة كل شخص فينا أيام كنا صغارا أيام كانت أرواحنا طاهرة كالملائكة وعذبة كقطر الندى ...آه أيام ليتها تعود.

أتذكر عندما كنت طفلة صغيرة كنت وكأنني أعيش في الأحلام فوق السحاب ولم أكن أفكر في شيء أبدا ،كنت أنام و أصبح على عالم خيالي يختلج صدري و عقلي ..عالم جميل بريئ مملوء بالأصدقاء الخياليين بالأغاني العذبة الحلوة ،كان كل شيئ بالنسبة لي يبدو سهلا و بسيطا وكنت أتخيل العالم على أنه مكان مليئ بالسعادة و السلام و المحبة  .كنت دائما أصحو على صوت أمي الحنون أقضي يومي أشاهد الرسوم المتحركة وأبكي لبكائهم و أفرح لفرحهم و كأنهم أصدقائي ثم أقصي بقية النهار باللعب مع بنات و أولاد الحي ... كل شيئ كان صافيا سلسا و جميلا و دافئا .ذكريات طفولتي كانت مثل الأحلام لم أعرف فيها شيئا إسمه شر أو تعاسة أو حزن ...ظلم ،كنت أعرف هذه الأشياء لكن كانت بالنسبة لي خاوية من معناها ،لأني كنت منتشية  في أحلام الطفولة كنت مخدرة بروح البراءة الجميلة  ،لكن اليوم إختلف كل شيئ  لقد خرجت من عباءة طفولتي لأكتشف واقعي  خرجت من تحت جناح أمي لأكتشف العالم على حقيقته لأرى بعيون الطفلة في داخلي  لأريها كم كانت مخطئة و كم كانت غريرة لترى بنفسها مدى بشاعة الدنيا و حقارتها ، أتألم عندما أتذكر طفولتي و أحلامي حينذاك أتألم لأني فقدت الكثير منها و لن أستطيع إستعادتها و تفيض دموعي عندما أتذكر أن سعادتي في تلك الأيام لن تعود أبدا حتى لو إشتريتها بالمال، فنفسي تلطخت برواسب الحياة القذرة و صبغتها بصبغة عفنة أفقدتني جل تلك الروح الطاهرة البريئة ،لقد أجرمت الحياة في حقي و أخرجت تلك الصغيرة فيا قصرا  وقتلتها إلى الابد .

 لكن لست أدري إن كانت تلك الروح تخلت عني لأنها كرهت واقع حياتها أم أني أنا من تخليت عنها لأنها أضعف من أن تكمل معي الطريق!