قصيدة

*شربل والبدو*

غلطان يا شربل بقولك بدو فيه

وين البدو تغيروا يا خسارة

سببت لأهلك مشكلة ليه يا بيه

شربلتها من قل فهم ومهارة

قالوا بدو وقلت البدو وينهم فيه

وين الزمان اللي يعرف البداوة

كيف بدوي وسم الترف باينٍ فيه

كيف بدوي وهو غارق بالحضارة

من بعد بيتٍ لاهب الريح تطويه

اللي سكن في قصر واللي عمارة

وين الذي يرعى مع الطرش ويتليه

الضان والمعزا وذيب المغارة

ما يخاف غير الله يخافه ويرجيه

فيه الشجاعة والكرم والجسارة

وين البدو يا زينهم وينهم فيه

وين البيوت السود حاره وحارة

كلٍ. على جاره حريصٍ ويفديه

بالنفس لا صارت على الناس غارة

والجار عند البدو الكل يغليه

له حق ثابت ودايماً بالصدارة

وين البدو في وقتنا وينهم فيه

والجار مايعرف قصيره وجاره

والضيف عند البدو يا مرحبا فيه

الضيف ضيف الله والدار داره

له الكرم والجود والكل يدعيه

ولا يسأله أحدٍ عن إسمه وداره

والعرض عند البدو ما ينلعب فيه

تطير روسٍ دون أهله وعاره

وإذا المراة صارت تغيظه وتعصيه

ينصح ويحزم ولا يطيل العبارة

إن كان صلحت خير ويازين طاريه

وإن كان ما تفهم بطيب العبارة

عنده عصا كم من عليلٍ تداوية

تترك على الأرداف وسمٍ وشارة

من حرها تركض وتصرخ وترجيه

ويطير شيطان النكد والقشارة

وتصير أرنب ما تمرد وتؤذيه

ويصلح بها داره وتشب ناره

ما هو بدوي من حرمته لا عبه فيه

وتورده درب العطب والخسارة

تخالط الأجناب والوجه تبديه

والشعر باين والنحر يا خسارة

الله رب الكون يلعنه ويخزيه

من لا يغار ويحفظ أهله وعاره

وين البدو يا زينهم وينهم فيه

راحوا وذابوا في ضلال الحضارة

** 

البداوة قبل أن تكون صفة يتصف بها بعض الناس فهي مجموعة أخلاق سامية توارثها العربي المسلم وأنطلق بها لجميع أرجاء الدنيا يدعو الى دين الله ويخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ، هي أخلاق الكرم والشجاعة والنزاهة والعفة والصبر والصدق والأمانة والوفاء وشدة البأس والنجدة والآن لا يوجد من يقال عنهم إنهم بدو لإنتهاء حياة الترحال ، ولكن نأمل أن تبقى أخلاق البدو الأصيلة قائمة في أحفادهم وللأسف أنها أصبحت مهددة بالإنقراض وتلاشت في خضم الحضارة الحديثة التي أغلب أخلاقها هي خسارة وليست حضارة. 

شعر 

البدوي الحربي

٩-١٠-١٤٤٢