احذر انها لبوءة و ليست غزال
سميرة بيطام
نشر في 06 غشت 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
إلى متى سيبقى جهدك ضائعا في احتساب خطواتها ؟ ثم إلى متى ستبقى تردد اسمها على شاكلة الهالة اللامعة في قلب السماء ، إلى متى ستجعل من تاريخك مقربة من تاريخها ، إلى متى ستبقى تجهل قوة التصميم في محياها ان هي بكت و تمردت بغير لطف و لا اعتبار منها لمن حولها حتى لو كان من صنف جنسها اللطيف ، و إلى متى تطارد عنفوان الكبرياء الذي ولدت به أصلا من رحم حزن كثيرا ما كان تردد ذلك من شدة الألم ، قلب صفحة المطاردة و أرح قلبك فلن تقدر على الظفر بلقطة نصر و لو للحظات هي أكيد عابرة لديها لنها لا تبالي و لن تفعل فمقام اهتمام لديها أكبر من مطاردتك لها و لن تكون الا طيف من ريح انتفض فجاة ثم هدأ من حواليها ،فهي ثابتة ثبوت الجبل في شموخه و لن يزعزع ثباتها طلق رصاص حتى و ان صوب اليها.
نصحي لك لا تزعج نومها العميق ، فهي لا تستسلم للنوم في مهبة الغدر الخاطفة خوفا من طيشك لحظة سبات لانها تعي جيدا أنك غادر ، فالنوم عندها مؤجل حتى تطمئن ان ، لا تزعج منها حزنا هدأته بترتيب منقطع النظير حتى لا تتألم مرات أخرى ، لا تضيع وقتك في مطاردة من أشبعها الظلام صفعات حتى أدمت قلبها الجريح..لا تجرب مداعبة سكونها و لا تجرب مطاردة ركضها الواثب إن هي ثارت غضبا ، أخشى عليك من موت مباغت منها لأنها لن ترحمك ، فاترك غابات الضياع لها فهي لن تتيه و لن تتيه و لن يحدث ما دامت قد تدربت في غياهب الأدغال المظلمات بتركيز دقيق منها على مشارف الانهار الجاريات.
فقد مرت عليك في أحد الأيام وقد أطلقت العنان لسيارتها في يد ريح قوية عاصفة و قد شعرت أن ألما ما قد قلب أوجاع الماضي لديها فرحت اكتب خواطري في رفق و رفق حتى لا ادمي لها قطرة دم موجعة بلون القتامة لماض قررت طرده و لكنها ثارت مرة أخرى في عاصفة هوجاء فخفت من انفلات زمام القائدة لديها و كم خشيت إن هي لم تركن للهدوء و لو للحظات حتى تهدأ ، نعم خفت كثيرا لكني وثقت في فن القيادة لديها و قلت سترك يا رب تحفظها من نزلات الانفلات إن هي ألمت بشجاعة قوية مثلها فلن يعيد لنا التاريخ سيرة مماثلة لبطلة نحبها و نكن لها الاحترام و التقدير لما تحملته من آلام و محن لكنها دائما تنطلق من تحت ولع الشمس الحارقة لتمشي خطوات الواثق في قدراته النائمة بداخلها..فاحذر تشتت الصبر منها فهي ستعيد مجد أسطورة غضب من جديد و ليست تهتم بطول الوقت مهما طال.
بعد هذا النصح ، ما حاجتك اليوم أن تطاردها و أنت لم تعي بعد ما هي قوانين التعادل لديها هذا إن كانت أصلا تؤمن بضرورة التعادل ،فلا رحمة لديها إن أنت أردت إيلامها بغير سبب.
في قانون الغاب أن القوة للأقوى و لكن في قانون التمرد لديها أنها لا تهدأ حتى تأخذ نصيبها من الأحقية التي تراها لازمة لفوزها ، فلا تقربها نصيحة أهديها لك و أكتبها بماء الذهب أن لا حياة بعد إيلامها لمن أراد بعدها خلاصا ، لأن الحرب لديها سجال لا تنتهي..
ارحل بعيدا عن مملكة الحزن لديها فهي لن تفتح بابا أغلقته و للأبد حتى لو كان فيه تسامحا فيكفي أن الجرح غائر لديها و ليست تحسب له عمرا آخر ما دامت تعيش على أمل أن تنتصر مرة و مرة ومرة ، فلما لا تكف عن مطاردتها و قد أتعبتك بتسريب معاني الانتقام اللطيف جدا و الهادئ لدى سلاحها الساكت سكوت الحذر من وخز جليد قابع طول الشتاء، لست أتكلم عما تمتلكه من قوة ولكن أقرها حقيقة أنها لن تدعك تتراجع عن مطاردتها باستسلام بل ستدمر مملكة الوجود لديك..فلا داعي لأن تلفت انتباهها إن هي مرت من هنا عبور الأكابر ليست تبالي بمن يرقب رنة الذكاء لديها.
أخيرا كف مطاردتك للبوءة الميدان الشاسع التي ألفت فيه سباق الأبطال ،فان أثرت نقطة الألم فيها التفت حول جموع قومك لتلبي صوت رد الاعتبار المنطلق من داخلها لتصفعك و لن تعيدها مرة أخرى لانها ركزت ثم تأهبت و انطلقت منها وثبة النصر الأكيد بغير تردد...لقد أوجزت و بلغت النصيحة و اللبيب بالإشارة يفهم.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية
التعليقات
دمتي بود.
يا لها من تدوينة، أعجبتني و جذبتني للغاية كما أنها بشكلها الأدبي لم تبتعد عن الواقع.
سلمت يداكم