فى بلاد بالجوار يوجد حاكم عرف عنه الكرم .. فلم يرد عنه أحدا منفضا كفيه فيجد فيه التراب .. ولقد سافر له صديقى حسن ليطلب منه طلبا لم يبح لى به .. ولكنه حكا لى ما دار بينهما من العجب الذي لن تصدقه ولو رأيته بأم عينيك .. يقول صديقى حسن:
ذهبت إلى تلك البلدة فسألت عليه أهلها .. فقالوا لى إنه فى هذا البيت فاذهب له .. ذهبت فلم أجد عليه حراس كما عهدت من ملوك دولتى .. دخلت عليه مطأطأ رأسي وبصوت خفيض أرسلت إليه السلام .. فأشار الملك بإصبعه لجلسائه فردوا علي السلام .. فدخل وأثنيت على الملك من عظيم الثناء ووصفته بالعظمة والإجلال والإكبار .. وحكيت له ما سمعت عنه من عظيم الصفات وأخبرته بأننى قد أتيت لأستعين به على حاجة لدي (لم يخبرني إياها ..قال لى أنها سر بينى وبينه).
وأخبرته بأنى سأنفذ ما يأمرنى به .. لكي ينعم علي ويعطينى ما أريد كيف يريد .. يقول صديقى لا أعرف ماذا حدث وكيف حدث .. لقد أعطاني عشر أضعاف ما طلبت ولكنه اشترط علي أن أسلك الطريق المستقيم ليزيدنى عطاءات فوق عطائي.
هذا ملك ليس مملوك الدنيا .. لقد أعطاني بلا مراجعة حسابات وموازنة .. لم يقل لى اذهب للموظف الفلانى قدم له طلبا وننظر فى أمرك أو حتى انتظر العام المالى الجديد .. فلقد أمر واحدا ممن ينفذون أمره باعطائي ما أشاء .. نعم الملك هو .. والله إنه ليستحق أن يعبد.
هذا الملك هو الله .. وبيته هو المسجد فالمساجد بيوت الله .. وصديقى هو أنت .. اذهب للملك المالك لخزائن الأرض وما عليها .. اطلب منه ما تشاء وألح عليه الطلب .. اطلب منه أن يوسع رزقك وأن يرزقك الذرية الصالحة من الزوجة الصالحة .. اطلب منه أن يصلح حال بلدك وأخبره بما حل علينا من دمار وخراب ودماء .. أخبره ما حل بنا من أطفال يتم وزوجات رمل .. اطلب منه الجنة وما فيها .. ولا تنس أن تنفذ أمره بأن تسلك صراطا مستقيما ليعطيك من فضله ما تشاء.
-
يوسف فليفلأكتب في كل ما يخص الجانب الإنساني والنفسي كمحاولة لفهم أفضل لعاولمنا الداخلية.