"أمي.. ما هو الماء؟" - سألتّ السمكةُ الصغيرة

"الماء هو ما تسبح فيه. إنه موجود في كل مكان من حولك ". - أجابت السمكةُ الأم.

"لكن لا يمكنني رؤيته." - قالت السمكةُ الصغيرة.

أغلى الأشياء في الحياة مثل الماء - تحيط بنا، لكننا لا نراها.

هل ترى ما لديك؟ أو ببساطة هل تنتبه لما يمتلكه الآخرون أو يحققونه أو التقدير الذي يحصلون عليه؟ هذه هي الطريقة التي يدخل بها الحسد والغيرة إلى حياتك - بدلاً من تقدير الماء من حولك؛ يخرجون أسوأ ما فيك.

الغيرة والحسد مرتبطان على الرغم من أنهما ليسا نفس الشيء - فهما نوعان مختلفان من السم.

يسافر الحسد والغيرة معاً ولكنهما مشاعرٌ مختلفة - كلاهما سلبي ويمكن أن يجعلك  أن تشعرُ بالبؤس.

الحسد هي العلاقةِ لشخصين: أريد ما لديك. الغيرة عبارة عن مثلثٌ من ثلاثة أشخاص: أريد الاعتراف الذي تحصل عليه من الآخرين.

عندما تتمنى أن يكون لديك مكتب زميلك، فهذا حسد. عندما تشعر بالتهديد بسبب مديح مديرك لأحد أعمال زميلك، فهذه غيرة.

الحسد هو استياء تجاه الآخرين بسبب ممتلكاتهم أو نجاحهم. الغيرة هي عندما يهدد شخصٌ ثالثٍ علاقة - فأنت تخشى أن تفقد شخصاً تحبه في يد الآخرين.

الغيرة والحسد غرائزٌ طبيعية. ومع ذلك ، يمكنك إدارة كيفية رد فعلك. كلا المشاعر تخفي مشاعرٌ أخرى قد تصبح قاتلة. إنهم يخفون انعدام الأمن أو الخجل أو الحاجة إلى الامتلاك - إنهم يغذون الناقد الداخلي لدينا مما يجعلنا نشعر بأنه لا قيمة لنا.

الحسد هو رد فعل على نقص شيء؛ الغيرة هي رد فعل على التهديد بفقدان شيء ما أو شخص ما.

يدفع الحسد إلى التخريب الذاتي مسبباً الحروب ونزاعات الآخرين. عادة ما تصبح ظاهرة جماعية، وتتحول إلى الكراهية والاعتداء على الآخرين، كما يشرح فرانك ج. نينيفاجي في نظريات الحسد.

لدينا شعور زائف بالعدالة - يؤكد نظامنا على المساواة بين الجميع.

الحياة ليست عادلة. سيكون هناك دائماً أشخاصٌ يتمتعون بمواهبٍ أو صحةً أو ممتلكاتٍ أو سمعةً أكثر منك. التفكير في أنك تستحق الأفضل يجعلك تركز على النتيجة بدلاً من التركيز على الجهد.

تنبع الغيرة من احتمالية الفشل؛ الحسد من "الفشل" الفعلي.

للتخلي عن هذين المشاعر السلبية، يجب أن نفهم تماماً من أين تأتي هذه المشاعر. وتوقف عن اعتبار نفسك فاشلاً.

التعلق يحفز الحسد والغيرة. أنت تتشبث بأشياء أو علاقات لا تملكها - تريد أن تكون مسيطراً لتشعر بالمزيد من الأهمية.

قال برتراند راسل: "المتسولون لا يحسدون أصحاب الملايين، رغم أنهم بالطبع سيحسدون المتسولين الآخرين الأكثر نجاحاً."

نوجه حسدنا لأولئك الذين نقارن أنفسنا بهم مثل الزملاء في العمل أو الأصدقاء أو الأقارب أو الجيران.

لذا ، كيف يمكنك تجنب هذا السم القاتل؟

إذا كان الجهل هو أم كل السموم، فإن الحكمةِ هي الترياق الشامل. كونك حكيماً هو بتقدير الماء من حولك.

الحكمة تستمع إلى وجهات النظر الأخرى بدلاً من التمييز؛ لفحص الحقائق بعناية حتى لو كانت تتعارض مع معتقداتنا؛ أن نكون موضوعيين وليس متحيزين، وأن نكون مستعدين دائماً لتغيير معتقداتنا عندما يتم تقديم حقائق معاكسة لنا.

الحكمة هي أن ترى وتفهم بنفسك بشكل مباشر - للحفاظ على عقل متفتح بدلاً من أن تكون منغلقاً.

لا يعني عدم التعلق عدم الاهتمام - بل يعني الاعتراف بأنه لم يكن هناك شيء يتم التشبث به في المقام الأول. أنت تتوقف عن النظر إلى ما لدى الآخرين. أنت تحرر نفسك من الامتلاك أو التملك.

"لا تحسد الناس على ما لديهم، حاول محاكاة ما فعلوه للحصول عليه." - تيم فارجو