اقترب هذا العام من الانتهاء و نحن لا زلنا نرواح في نفس المكان فيما يخص التغيير العالمي الشامل بكل مناحي الحياة بعد ان اجتاح فيروس كورونا البشرية جمعاء.ان من نافلة القول اننا لا زلنا كما كنا بل نحن الان مختلفين متغيريين تجاه انفسنا و رؤيتنا لبعضنا البعض غيرنا معايير حياتنا و تفاعلاتنا و ردات فعلنا لاي حدث جديد، نحن الان ننطلق من مفهوم المحاصرة و الحصار بانواعه المختلفة هذا المفهوم الذي يجعلنا نرى الحياة من منظور ضيق منعزل غائر و متجذر متقوقع حول الانا الواحدة او الذات العليا.
نجح كورونا في استلاب ما كنا عليه في السابق و تركنا حائرين ما بين التقدم بانماط جديدة للحياة او البقاء في حنين رجوعنا الى ما قبله، نحن الان نر الاخر عدو لنا يحمل الموت لنا اذا اقتربنا منه يحركنا الخوف و الهلع احيانا و الانكار احيانا اخرى نفتش عن مؤامرة رسمت خيوطها لقتلنا و ننمني النفس انها ستنتهي في القريب و قد خضعنا مراحل التغيير القصري بكل مراحلة بدأ من الانكار و من ثم الشعور بالذنب و العقاب الالهي للبشرية على خطاياها ثم المفاوضة للخروج باقل الخسائر انتهاءا بالتسليم و القبول.
جاءت كورونا لتصعقنا بحقيقة اننا لا نملك السيطرة على اي شئ، نحن عاجزين عن فهم سيرورة هذا الوباء متى يسكن و متى ينشط ما العوامل التي تحركه و كيف ممكن لنا احد من تاثيره في هذه العملية تدرجنا من الاغلاق الى الحظر ثم الاغلاق الجزئي ثم الانفتاح التدريجي فهل نجحنا فعلا، من وجهة نظري اقول ان كل ما جرب من احراءات للسيطرك على تقدم كورونا و اجتياحه لنا لم ينجح في ايجاد حل شاف و ماف بل كل ما اتخذ انما كان تجربة ميدانية للتضييق و خنق حياة البشر ، و اذا ما الااجراء الصحيح للرد على كورونا.
لنعد ما منا عليه و نترك كورونا يفعل ما يريده فكل الاوبئة التي سبقت كورونا اخذت وقتها و انتهت و هناك دوما نافذة للضوء تنتظر لقائنا.
-
Nadia62عندياهتمام بتعلم الجديد و محاولة لكتابة ملخصات لنصوص ادبية و تعلم كتابة المقالات