خواطر حول الملتقي الثالث الافتراضي لمنتدى الممارسة الافتراضية

تلقيت الدعوة من معهد الفضاء المدني لحضور الملتقي الثالث لمنتدى مجتمع الممارسة الافتراضية حول “ نحو مجتمعات مسالمة لا يهمش فيها أحد” ، وأنا اترقبها مع كوني أحد رواد المعهد القدامي ولم اتخلف عن حضور أيا من مساقات المعهد، منذ أن أصبحت عضوا ورائدا من رواده، فالكيان بمن فيه، وحبك وتعلقك، يكون لمن يتواجد فيه. هكذا يكون شغفك لما تحب وتنتظر ، هذا ما اشعر به دائما مع معهد الفضاء المدني وفاعلياته.

كنت قد شرفت بحضور الملتقي الأول التأسيسي لمنتدى الممارسة الافتراضية وكذلك الملتقي الثاني للمنتدي بتونس أيضا، ونظراً لما حدث من تداعيات كروونا، تم تنظيم الملتقى الثالث رقمياً عبر تطبيق (زووم). وليس غريباً على هذا المعهد (الذي تعلقت به) أن يحرص على تنفيذ ما سنه من تنظيم راقي. لملتقي يجمع من خلاله رواده النشطين والمتميزين الحريصين على المثابرة والعطاء المعرفي وتبادل الخبرات والتجارب والمعرفة والثقافة فيما بينهم. إنهم مجموعة مختلفة، وغير متجانسة من المشاركين، شخصيات مختلفة من حيث العمر، والمراكز، وكذلك الرؤى والأفكار، ومنهم كثيرون ممن لهم آراء خاصة قد تبدو متعارضة شكلا ولكن يجمعها حب العمل العام وشغف المعرفة والتعلم. وكان المنظمون والحق يقال، في منتهى النشاط والجدية وحسن التنظيم ، ومن الواضح الجهود التنظيمية لم تكن هينه. بذلت للإعداد لهذا اللقاء، وكذلك التركيز على أدق التفاصيل. وكانت هناك لفتة رائعة ومحفزة ودافعة لمواصلة العمل والعطاء، وهي تكريم الرواد النشطين والمتميزين بدرع المعرفة لعام2021 . ومن وجهة نظري من باب الذوق والاحترام أن يشكرهم الجميع على ذلك.

في النهاية فإن الملتقي كان رحلة معرفية وتعليمية، وباقة متنوعةاختلفت ألوانها، كان الحضور كما أسلفت، مختلفين ومتفاوتين في العمر، والجنس، والمستوى العلمي، يتواصولون في هذا الاجتماع عبر فضاء الانترنت تماما كما لو كانوا على أرض الواقع، بلا تفرقة أو تمييز، وكان الجميع يتكلم في حرية تامة دون مقاطعة، أو تعطيل من الهيئة المنظمة.

وبعد أن نجح المعهد بادارته ورواده في أداء مهمته تأطيراً وتدريباً ومواكبة، تبدأ مهمّة الرواد(نحن) ليرفع كلّ منّا أمام نفسه شعار:

"الملتقي لما بعده"

ونستمر في نقل المعرفة و البحث والتعلم انطلاقاً من مواضيع الجلسات والورش التي حضرناها طيلة أيام الملتقي فكُل موضوع أو قضيّة منها محيط كبير، ونُخطّط لعمل مجتمعي متميز، ونحافظ على المعارف القيّمة التي تحصلناها خلال هذه الفترة.

لنبني مجتمع ممارسة قوي ومتماسك في فضاءنا وواقعنا العربي.

كانت أيام جد ممتعة معكم، أبارك للفائزين بدرع المعرفة هذا العام ومزيد من التوفيق، وأهنئ زملائى المنتخبين في المكتب التنفيذي للمنتدى ، واهنئ المعهد وادارته على نجاح التجربة الافتراضيةالأولى للملتقى، كما أشكر أعضاء فريق التنظيم للملتقي علي جهودهم وأحيّيهم على حيويتهم، وأحيي جميع الزملاء.

دمتم سالمين 

مجدي عبد الرحمن

عضو المكتب التنفيذي لمنتدى الممارسة الافتراضية