الفوضى الخلاقة تحاول إرتداء ملابس جديدة في إسطانبول تحديدًا, تحت عنوان"عرب المستقبل من أمة رعايا الى أمة مواطنين" , وبتوصيف أكثر دقة تحاول إقناعنا بأن أنهار الدماء التي سكبت في بلداننا العربية ليست سوى وعكة صحية عارضة ,بل كل هذا الدمار ,والخراب, والفوضى بسبب الثورة المضادة.

يحلو لي تشبية ماحدث بأنها ندوة لمرضى الهربس (HERBS)في موجتة الأولى , وتحاول إقناعنا بأن الموجة القادمة كفيلة بتحطيم جهاز المناعة ,وتحويلة الى مريض الإيدز (AIDS).

هؤلاء القادة ,والرواد فيمايسمى " الكابوس العربي" الذين أجتمعوا في أسطانبول ,وعلى رأسهم توكل كرمان ,ومنصف المرزقوي! وأيمن نور يدعون بأنهم في الطريق الصحيح ,وبأن الثورة المضادة هي سبب كل هذا الدمار المتوحش.

رائع جدا...

ياحبذا أن نستبدل كل تلك الوجوة التي أجتمعت في أسطانبول بنوعية أخرى من الوجوة من الثورة المضاده .لنطبق أهم بند من بنود الحقوق, والحريات فيما تتشدق به ثورات الكابوس العربي وهي المساوات.

أتعلمون ماذا أنا قاصد به الآن?!!!!!

مؤتمر لممثلي الأسر التي قتل ,وشرد, ودمر بلدانها.مؤتمر لكل من ثار في 2011 ,وكيف وصل به الحال يومنا هذا .ليس الحديث عن تلكم الوجوة التي برزت في وسائل إعلام القنوات التركية, والقطرية من رموز وقادة الربيع العربي بل للضحايا, والمتضررين من كابوس الربيع العربي الكارثي.

من باب العلم بالشيء فضحايا الكابوس العربي في اليمن يتجاوزون الألآف مابين قتيل ومعاق ومعتقل ومشرد .

في سوريا وحدها يتجاوزون المليون .

وليببا حدث ولاحرج.

مصنع الربيع العربي هو اليسار في الولايات المتحدة الأمريكية " الديمقراطيون", ووكيلة في الشرق الأوسط تركيا ,والتي برعاية قطر عينت لها وكلاء من أخوان المسلمين في تونس ,ومصر ,وسوريا ,وليبيا ,واليمن في إصدارة الأول 2011 ,بينما في 2019 فهناك نسخة مطورة يتم تسويقها في السودان, والجزائر.

الكل يعرف ا لآن بأن حصيلة الإصدار الأول من الفوضى الخلاقة بعد أن كانوا معارضة معززة مكرمة في بلدانهم باتوا معارضة تتسكع شوارع أسطانبول.

الكل يعرف بأن شعوبنا العربية التي ضربتها الموجة الأولى من الربيع العربي تمزق فيها النسيج الاجتماعي, أي تلك الروابط التي كنا نفتخر فيها من تكافل اجتماعي ,وكانت الدول الأخرى تستعيض عنها بنظام رعاية العجزة ,والمسنين ,والتأمين الصحي والغذائي ,والإعانات للطلاب ,والعاطلين وغيرها من أنظمة الرعاية كالميديكيرMEDICare.

كل بلدان الربيع العربي لم تعد تمتلك نسيج اجتماعي يضمن ,ويرسي التكافل الاجتماعي وتحولت من دولة الى اللادولة .

خبراء تطوير البلدان لايؤمنون بالمشاريع الفاشلة , ولايعتدون بها, فطائرة بوينج ماكس حظرت لمجرد أنها أودت بحياة 160شخص , وأمتد الحظر ليشمل 25 دولة ,ورواد الربيع العربي مايزالون يروجون لموجة ضحايا جديدة.

العالم كله يقول لامكان بينا لليمين المتطرف, والذي تسبب بمقتل 50شخص في كريستشرس بنيوزيلندا .

القاعدة التي تحكم العالم اليوم بأن أي مشروع فاشل ,وكارثي لامكان له بيننا, ويجب محاسبة القائمين علية , فإذاكانوا في الموجة الأولى بدون قصد تسببوا في هكذا كوارث ,فهم في الموجة الثانية بعد كل هذا الدمار, مسئولو كامل المسئولية ويتوجب محاسبتهم ,وإنزال فيهم أشد العقوبات.

ظاهرة الربيع العربي لابد, ويعاد تصحيح النظر اليها , شأنها شأن ظاهرة الإسلام فوبيا .لابد نبحث عن سر قدرة داعش على تجنيد الشباب الألمان ليلتحقوا في صفوفها,ونبحث كيف أن السيد جيرهارد ,والد فابيان لم يكتشف بأن إبنه إرهابي ويقاتل مع داعش في سوريا إلا بعد فوات الأوان.

لننظر للإسلام فوبيا من زاوية أخرى ,و لنفهم مالذي جعل ذلك اليميني الاسترالي يرتكب جريمته الشنعاء بحق المسلمين ,لنجدها ذات الأسباب, والأفكار التي تخلق لنا مجاميع في ذات المجتمع الغربي, والشرقي لتنظم الى الجماعات الإرهابية .

الربيع العربي ,والإ سلام فوبيا كمن يبني عمارة سكنية, لكنها مع الأسف أنهارت على رؤوس ساكنيها, وأودت بهم ضحايا في نهاية الأمر, فلم يعد هنالك بشر إلا تحت أنقاض الحجر.

المجتمع هو ذاته الغربي, والشرقي ,والعربي "لكن تختلف التوجهات ,والأفكار ,لكن يبقى الهدف هو القتل ,وترويع الآبرياء ,لذلك فالإرهاب له دين ,ووطن وأيديولوجيا بخلاف ماكان يعتقد وذات الأمر للربيع العربي.

الحكاية بإختصار تشرحها قصة طبيبا أسنان يمنيان تخرجا من القاهرة ,وكلاهما عاد الى عدن, وباشر فتح عيادتة الخاصة في حي سوق الطويلة بكريتر , مع فارق بأن الأول حاصل على إمتياز مع مرتبة الشرف, في حين الثاني حاصل على تقدير مقبول.

مرضى المقبول بالمئات بينما ذو الإمتياز مرضاه بعدد الأصابع...

أتعرفون لماذا?

لأن الوعي في العقول بعدد الأصابع وبذلك ميزالمرضى الأذكياء بأن الطبيب الأول هو الأذكاء والأكثر مهارة ,بينما الغالبية غير واعية وهي المئات التي وقعت ضحية الطبيب الأخر " الأقل كفأة" .

هي كذلك الشعوب العربية ,والشرقية ,والغربية دومًا ضحية لمشاريع الفوضى الخلاقة ,وعلى حد سواء ربيع عربي أو إسلامفوبيا.