"أحبيه كاتبا" موضة العصر أم بحث عن المفقود!
نشر في 20 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
" أحبيه كاتبا" مقولة تداولت في العالم الأزرق ، وغدت كل أنثى تطمح أن تظفر برجل كاتب لتتباهى بمنشوراته لها وترضي نفسها او تغدو هي الأخرى كاتبة تنشر ردودا على ماكتب !
أقول عزيزتي: لا تحبي كاتبا تبعا للموضة لأجل أن يكتب إليك وعليك ،وتكونين الأنثى التي يهدي إليها شيئا من أول مؤلفاته .
من يضمن لك أن كاتبك الوهمي تتطابق أفعاله مع اقواله ، هل الكلمات المنمقة تخبرك عن صدقه ووفائه ، أرى بعض الكتاب مخادعين يتلاعبون باللغة ، فيختبئون وراء كلمات متراصة للإيقاع بضحايا آخرين ، فالفكر لا يحدده الأدب، قد يكون الأدب عند ذالك الشخص رداء ظاهري من الجمال يسكن عمقه شيء من القبح ،إنما الأفعال هي من تحدد شخصية المرء ، والرجل تعرف طينته من تصرفاته ، لا مما كتب !
كفاك نقاشا عن الروايات المتداولة أنت وهو ..
كفى رسائل أدبية إقتداء بأدباء بعضهم كان صادقا في رسائله لمن يحب، وبعضهم كان كاذبا طامعا في المزيد من الشهرة و كسب القراء.
أعرف أدباء كبار صدقوا في رسالتهم الأدبية السامية ولم تكن المرأة قضيتهم الكبرى في رحلة الأدب، فمنهم من كان هاجسه الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان ،ومنهم من كانت رسالتة الفضيلة، ومنهم كثيرون قدموا للأدب ولم ينشروا رسائل غرامية أبدا ،وكانوا رجالا مقياس صدقهم رسالتهم الأدبية الهادفة المتسمة برصانتها ورزانتها .
الأدب رسالة يحملها المرء للعالم لا رسائل خاصة ينشرها المرء للعالم .
تطمح الأنثى للحصول على رجل واع مثقف، منفتح لا يعكر صفو أيامها ورومانسي ، ويتجسد لها من خلال الروايات العصرية أن فارس العصر لم يعد يمتطي جواداً أبيض آت من أرض الأحلام، بل غدا يحمل قلما و يكتب على أوراق بيضاء مايعنيها ويعنيه ويعني الكثيرات اللواتي وقعن في فخ أدبه ..
أقول أيتها الأنثى الواعية لا تحبي كاتبا ولكن كوني أديبة فاضلة ذات رسالة في هذه الحياة ،وإن قدر لك أن تكوني غير ذالك فلا تعلقي شماعة أحلامك على رجل.
وأفكر في الأديبة ماري زيادة وأنا أكتب هذه الكلمات ،التي أحبها الكتاب العرب، من لبنان ومصر وفلسطين ،كيف لم تحب رجالا كتبوا عنها مثل الرافعي وجبران والعقاد وأمين الريحاني، ولكنها اختارت ابن العم حبا مجنونا،أجزم أنها لم تحب جبران الذي تبادلت وإياه الرسائل لسنوات طويلة بقدر ما أحبت قريبها، ولم يسرق جبران بريق الرجل العادي من عينيها ، غير أن ابن العم كان خائنا من البداية إلى النهاية ولم تكن ماري بالنبيهة الداهية لتكتشف خبث نواياه ، وخذلها الأدباء الذين أحبوها في لحظات احتياجها( غير جبران لأنه توفي قبلها)، فالرجال فيهم نزعة للغياب والخيانة، وكل شيء عندهم قابل للترك ، تلك فطرة الرجل التي فطر عليها ، فلا تملئ عينيه إمراة واحدة ، فلا تظني أن الكاتب رجل وفي صادق في عهده ووعده، وسيعاملك كما يعامل النساء الخياليات في روايته ،ولا تظني أيضا ان الرجل العادي منزه عن الشكوك ..
ياعزيزتي القارئة اختاري رجلا ترضينه لنفسك ، رجلا عزيز النفس شهما، يقدرك كأنثى ويحتفي بأدق تفاصيلك،أحبيه رجلا فقط ، بما تحمله الرجولة من معانيها ، وانتقيه رجلا ترضين دينه فإن رضيتي دينه بلغت مرادك ، لا تغرنك العواطف ولا تنخدعي بظاهر الأمور ،فكري بعمق وكوني أنت قائدة رأيك ونفسك، لا منقادة نحو أراء الآخرين .
أحبيه فقيرا .فالفقر فقر الأخلاق
أحبيه غنيا لا غنى المال ولكن غنى النفس والقناعة ..غنيا بك عما دونك .
لا شروط في الحب أحبيه رجلا حقيقا وكفى !