التدريب مهارة أساسية من المهارات الحياتية و هي مهارة تكتسب و حاجة أساسية للمنظمات و احتياج تدريبي لكل الفئات المستهدفة من البرامج التدريبية، و المدرّب المحترف و الناجح بحاجة ماسّة لتنمية مهاراته بشكل دوري لتتناسق و التطوّرات و المستجدات في مجال التدريب نظرا لأنّ التدريب يتطوّر بتطوّر احتياجات الفئات المستهدفة و المتغيّرات المحيطة...

تقع على عاتق المدرّب جملة من المهام و الواجبات من بينها توصيل المعلومات للمتدربين و التفاعل بينهم و الإجابة على كافة الإستفسارات... لهذا يتوجّب على المدرّب أن يتحلّى بجملة من المهارات التي تؤهّله للنجاح : كالقدرة على التخطيط و التنظيم، القدرة على التأثير و الإقناع، إمتلاك أساليب تدريبية متنوعة كأسلوب العرض(المحاضرة، العرض الإيضاحي،...) و أسلوب المشاركة(المناقشات، دراسة الحالة، لعب الأدوار، العصف الذهني، مجموعات المناقشة،...) و تنويع الأنشطة بهدف إثارة و جذب الإنتباه للمادة التدريبية مع ضرورة الإبتعاد عن أسلوب التلقين، الإلمام بمهارات الإلقاء و التحدّث أمام الآخرين و الإعتماد بشكل جوهري على لغة الجسد التي تستحوذ تقريبا على 55 % من نجاح المدرّب في العملية التدريبية يليها الصوت ب 83% و المحتوى التدريبي ب7 %، على المدرّب أيضا أن تكون لديه معرفة جيّدة و دراية كاملة بالمادة التدريبية و بأحدث التطوّرات و التقنيات في مجال التدريب وكيفية إعداد حقيبة تدريبية متكاملة تلبّي تطلّعات الفئات المستهدفة و تحقّق الأهداف المنشودة.

إلى جانب ما وقع ذكره، على المدرّب أن تكون لديه شخصية قيادية تمنحه القدرة على إدارة الدورة التدريبية بنجاح و الحرص كل الحرص على تدعيم الحوار بينه و بين المشاركين و تحفيزهم على المشاركة بآرائهم و مقترحاتهم، و القدرة على التعامل مع المشاركين الذين قد يسبّبون المشاكل خلال الدورة التدريبية و هم عادة لا يتجاوزون نسبة 1% .

كل المهارات السابق ذكرها و التي لم يقع التطرّق لها تساعد المدرّب على النجاح في عالم التدريب فهي مهارات مكتسبة و ليست فطرية/طبيعية من الممكن أن تكون متواجدة مسبقا بدرجات متفاوية من شخص إلى آخر لكن مع التدريب تبرز أكثر و يتم تنميتها و صقلها.

استمرارية نجاح المدرّب رهين قدرته على تطوير مهاراته و قدراته بشكل دائم و مستمر و البحث عن كل ما هو جديد بهدف مواكبة التطوّر و مواجهة التحديات، و يكون ذلك من خلال التعلّم المستمر و المشاركة في الدورات التكوينية في مجال إختصاصه أو في مجالات أخرى لتوسيع مجالات اهتمامه و تنمية قاعدته المعرفية عموما أو لتنمية و اكتساب مهارات لا يمتلكها أو غير متمكّن منها....