خرجت من بيتي صباحا متوجه لمقر عملي وكان يوم عادي جدا كبقية أيام الله الا أن اتاني اتصال غير متوقع من زوجتي سامحها الله وغفر لها ( بعض ذنوبها وليست جميعها) قالت لي ابنتك حرارتها مرتفعة عدت أدراجي الى البيت وبسبب خوفي على فلذت كبدي كنت اقود السيارة بأقصى سرعة ممكنة بشكل لا إرادي وبسبب السرعة الزائدة عن الحد حصلت على عدد فلاشات لا بأس به من سعادة ساهر (المفتر عليه) حدث هذا في أغلب الطرق التي مررت بها مع العلم أني بالعادة حريص وبطئ جدا في القيادة حتى أن بعض من يركب معي يلقبونني بالسلحفاة المهم وصلت المنزل بسلام وحملت البنت الى المستشفى وبعد أن اطمأننت عليها قمت بإرجاعها للبيت وبدل أن أسمع كلمة شكر من زوجتي على سرعة تجاوبي مع الموقف تباغتني بطلب تعبئة أنبوبة الغاز الفارغة وأنا ذاهب في طريقي لمحل الغاز أتلقى اتصال من رئيسي في العمل يوبخني على التأخير وطلب مني الحضور فورا استعجلت بقدر ما أستطيع وعدت بالأسطوانة الى البيت وسريعا توجهت لعملي قولا بالقاعدة المعروفة أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا وأثناء توجهي لمقر عملي يضرب إطار السيارة ( كانه كان ناقصني) واطريت للوقوف في الجو الحار والرطب وقمت بتغيير الاطار المعطوب واتجهت بعدها لعملي ووصلت بسلام والحمــد لله وكنت خجـلان من الزملاء بسبب تأخــري لذلك أرهقت نفسي بالعمل( زايد عن اللزوم) وفي نهاية الدوام ركبت سيارتي عائدا لبيتي متعب مرهق وأمني النفس بوجبة غداء شهية وقيلولة مريحة بعد عناء يوم شاق وحافل بالأحداث وتفاجأت عند ولوجي المنزل بأن الكهرباء مقطوعة وتذكرت ساعتها أنني لم اسدد المبالغ المستحقة منذ عدة أشهر بسبب انهماكي في المشاغل الحياتية وكان فصل التيار الكهربائي بالنسبة لي بمثابة الضربة القاضية ومسك الختام ليوم مبين من أوله أنه من الأيام الي عليك وليست لك . كل ما سبق أخي القارئ سرد لما أخبرني به صديق مقرب كنوع من الفضفضة فقلت له وبدون تردد اسمع يا يبو فلان إن بقي لك بعد كل هذا بقية عقل يمكنك ويمنعك من السقوط في بير ويهديك الى أن تتجنبه فان لديك خير كثيرا احمد الله عليه .