بالأمس جلستُ إلى مكتبي بعد يوم طويل، أرتب المكتب لليوم التالي؛ وأكتب أهدافي للعام الجديد بعد أن ظللتُ أؤجلها بضعة أيام؛ كنتُ أتجنب تلك اللحظة التي أجلس فيها أضع أهدافي الجديدة وأراجع أهداف العام الماضي وأقيّم أدائي خلاله وأراجع ما أمكنني القيام به من مهام وما لم أفعله لكسل أو انشغال أو عدم رغبة وفقدان للشغف..

وجدتُ أنني كنتُ موفقّة كثيراً في معظمها وإن بدا غير ذلك..

فقد وضعتُ أهدافاً اجتماعية؛ بأن أزيد من عدد صداقاتي ومعارفي قبل نهاية العام.. وهذا لم يحدث أبداً، لكنني في المقابل تخلصتُ من عدد لا بأس به من العلاقات السامة التي كانت تنغِّص عليّ عيشي غالباً.

ووضعتُ أهدافاً ثقافية بأن أقرأ ما لا يقل عن 50 كتاباً، لم أقرأ سوى 35 كتاباً، ولكنني في المقابل قرأت الكثير من الأبحاث الأكاديمية التي استعنتُ بها في إعداد خطّتي للماجستير.

كنتُ قد وضعتُ خطة للسفر إلى عدة أماكن داخل مصر، لم أفعل ذلك ولكن في المقابل استطعتُ السفر إلى مكان واحد، ولم يشعرني ذلك بالضيق، بل ساعدني إلى حد كبير في الاستمتاع الحقيقي بالرحلة دون النظر إلى كم الأماكن بل إلى كيفية عيش اللحظة والتشبث بها والخروج منها بذكريات لطيفة تلازمني طويلاً بعد ذلك.

وهكذا وجدتُ أنني حققتُ العديد من الأهداف التي خططتُ لها ولكن بطرق مختلفة.

 وفي المقابل سعدتُ بخطوات كثيرة وخضتُ تجارب كنتُ أخشاها كثيراً ولم يكن في نيّتي أن أقوم بها الآن، ولمّا وجدتُ الشجاعة في داخلي عزمتُ ولم ألتفت لصوت مخاوفي التي كانت تتردد بين لحظة وأخرى؛ وكان أهمّ تلك الخطوات صدور ديواني الشعري الأول بالعامية المصرية في معرض القاهرة الدولي للكتاب.. شجعني ذلك على البدء في عملي الأدبي الجديد.

الخلاصة؛ أنني بعد تفكير وتحليل اكتشفتُ أنني لم أخرج من العام الفائت خاسرة.. بل إنني كسبتُ؛ وكسبتُ الكثير.

جعلني ذلك أكثر ثقة بإمكاناتي فوضعتُ أهداف العام الجديد وكلّي أمل بأن يكون قادم أيامي أفضل.