من أين يبدأ الفساد وإلى أين ينتهي؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

من أين يبدأ الفساد وإلى أين ينتهي؟

  نشر في 12 ديسمبر 2020 .


من لا يشكر الناس لا يشكر الله، انطلاقا من هذا الحديث الشريف أتقدم بجزيل الشكر والامتنان والعرفان لإدارة معهد الفضاء المدني من رئيس وميسرين على الجهود الكبيرة التي بذلوها في هذا المساق على مدى ثمانية أسابيع، تناولت الفساد، والفقر، والمساءلة، والشفافية، والقدوة، والاستحقاق.

ثمانية أسابيع من البحث والتفكير والتعمق، على منصة معهد الفضاء المدني وفي المجموعات المصغرة، -والتي صممت لتبادل الأفكار والاقتراحات-في أسباب وعوامل ظهور وانتشار ظاهرة الفساد في مجتمعاتنا العربية، تلك الظاهرة التي لا يخلو منها أي مجتمع أو نظام سياسي.

هذا المساق الذي حمل عنوان: الشفافية والمساءلة والمشاركة، كان مساقا استثنائيا بامتياز نظرا للشخصية التاريخية المحورية فيه، وهي شخصية الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، وللمشاركين فيه أيضا من باحثين ونشطاء في المجتمع المدني من مختلف الأقطار العربية.

رجوعا إلى السؤال المطروح ليست مقاربة الفساد بالأمر الهين بسبب تجذره داخل مجتمعاتنا العربية، فالفساد من المفاهيم والمصطلحات التي كثر الحديث عنه اليوم،  ويمكن تعريفه بأنه " سوء استخدام السلطة أو المنصب من أجل مكسب خاص تترتب عليه مخالفات للأنظمة والتشريعات المعمول بها في بلد معين.

ويعتبر الفساد مقترنا بالإنسان منذ وجوده على الأرض، كما قال تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالو أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)

الفساد ظاهرة قديمة، وفي السنوات الأخيرة طالت الحياة بكل ألوانها وعلى جميع أصعدتها (السياسية، والإدارية، والمالية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية…)

يبدأ الفساد بالمحيط الأسري، ثم مرحلة ما قبل التعليم الجامعي، فالجامعة، وهنا حدث ولا حرج عما يحدث من غش وتزوير للشهادات وزبونية في التعامل مع الطلاب، وأخيرا المحيط العملي الذي هو وكر الفساد ومنبعه، إلى أن تصبح الرشوة والسرقة واختلاس المال العام شيئا عاديا كشرب الماء، كما نقول باللهجة الموريتانية (اتفكريش)

وتختلف الدول العربية في طريقة وكيفية محاربة الفساد، فالبعض منها قطع أشواطا كبيرة في محاربته، والبعض الآخر أنشأ لجانا برلمانية للتحقيق لتوه ولأول مرة في تاريخه، وثالث بين هذا وذاك.

لكن في المجمل ليست هناك سياسات واستراتيجيات واضحة للقضاء على الفساد والمفسدين في الوطن العربي، ولذلك يتم تدوير المفسدين وإعادتهم إلى مناصب أكثر حساسية تكريما لهم على فسادهم.

وفي كل الأحوال فإن مكافحة الفساد تتطلب:

- تعزيز الشفافية والمصارحة وإتاحة الفرصة للجميع للاطلاع على المعلومات والسياسات العامة للدولة.

- تفعيل المساءلة بكافة أشكالها والمحاسبة للقائمين على الشؤون العامة للدولة.

- توعية المواطنين بأهمية المشاركة في الشأن العام، من أجل فرض حكومات ومجالس محلية تتسم بالشفافية والنزاهة والمساءلة.

الناجي التركزي

دولة موريتانيا



   نشر في 12 ديسمبر 2020 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا