اتذكر عندما كنت طفله كنت أهفو الي غرفه جدي مهروله لكي يقبلني و يعطني قطعه سكر صغيره مازالت بعد 20 عاما أتذكر كم كنت سعيده بها و مازال طعمها يملئ فمى فقط كانت تحمل طعماً مختلفاً في فمي طعم ممزوج بالاصاله و الجمال و الحب، كان يعطني أياها و يطلب منى أن أجلس الى جواره ليسرد لي بعض القصص الجميله احداهما حب الاخرين و اخري عن القناعه و اخري عن الطاعه وبر الوالدين و اخري عن التسامح و اخري و اخري كل قصه كانت أجمل و أحلي من الاخري و كنت أنا في كل قصه أحمل نفس الشعور الشعور بالانبهار و السعادة التي تجعلني اشعر بأنني الطفله الوحيده السعيده في كل هذا العالم و كان خلف جدي ذاك المذياع الذي كان دائماً علي إذاعة القرآن الكريم كنت أغفو و أصحي علي صوت ذلك المذيع الذي يخبرني الوقت بالدقيقة و الثانيه و يقرأ بعدها سورة جديده من القرآن الكريم، ثم يدخل علينا هؤلاء الاطفال الصغار أقاربي ليشاركوني جدي ويقفوا أمامه كلهم متهافتين لتلك قطع السكر الجميله من يديه ، ثم نذهب لنمرح و نلعب ونضحك، لعب و مرح لم أعش مثله بعد ذلك كم كنت أحب تلك الاجواء و تلك المشاعر ثم رحل جدي و رحلت معه أشياء كثيره كانت تجعلني أشعر بالسعاده و التي تجعلني اليوم أشعر أنني اليوم محاطه بأشباه السعاده ، و اليوم و بعد سنوات عندما أدخل محل فيه ذلك المذياع القديم يبث اذاعة القرآن الكريم أعيش تلك الفترة من جديد، تمر أمام عيني و أري جدي يبتسم لي تلك الابتسامه التي كانت تخبرني بأنه راضياً عني فأشعر بسعادة و بفخر و أفكر بأنني حقاً طفله مختلفة لان جدي يحبني كم كنت محظوظه حينها ، تمر هذه الفتره أمامي لتخبرني و تؤكد لي بأنني كنت حقاً سعيده حينها.
صفا_الاباصيري