بعدَ يومٍ مليءٍ بالجهدِ والعمل و الدراسةِ و الملل و الروتينِ والضجر، نطيرُ بأجسادنا الى السريرِ لنهنأَ بينَ أحضانهِ بنومٍ هادئٍ مريح، يا لتلكَ الراحة! سترتاحُ جميعُ غظامي وعضلاتي المنهكةُ منَ التعبِ، تِكْ تَكْ تِكْ تَكْ سأديرُ وجهي الى الجانبِ الأيمنِ لأَنَام، تِكْ تَكْ تِكْ تَكْ تِكْْ تَكْ أها لقد عرفتُ السبب نسيتُ قراءةَ دعاءِ النومِ لهذا لم استطعِ النومَ، تِكْ تَكْ تِكْ تَك ْتِكْ تَكْ تِكْ تَكْ ماذا يحدثُ لي هذهِ الليلة َ لماذا لا استطيعُ النومَ، حسناً لن أضيعَ الوقتْ سأقومُ وأدرسُ امتحانَ الأسبوعِ القادم.
الثقوبُ السوداءُ ذاتُ كثافةٍ عاليةٍ وقطرٍ صغيرٍ جداً وجاذبيةٍ عاليةٍ حيثُ لا يفلتُ منها أيُّ شئٍ حتى الضوء، سأكررُ هذهِ الخصائصَ لأحفظها، كثافةٌ عاليةٌ وقطرٌ صغيييييييييرٌ ما هذا الصوت؟ لقد سمعتُ شيئاً ....... أظنني أتوهم، حسنا سأتابع، كثافةٌ عاااااليةٌ يا الهي ثانيةً هناك صوتُ شيئٍ يتحركُ في ساحةِ المنزلِ أنا خائفةٌ جداً لن أتابعَ دراستي سأعودُ لفراشي وأحاولُ النومَ ثانيةً...... ما هذا الظلُ المتحركُ على النافذةِ...... بالتأكيد ِ أتوهم، سأغطي وجهي لكي لا أفكر ثانيةً وأخاف.
وبدأَ عقلي يحيكُ قصصاً وحكاياتٍ أصابتني بمزيدٍ من القلقِ والذعر، فأيقظني صوتُ انكسارُ زجاجٍ في الخارجِ، يا الهي أظنهُ كوبَ الشايِ خاصتي، ولكن يا ترى من الذي أوقعهُ وكسرهُ، أهوُ لصٌ أم ماذا، سأتحدى نفسي وأنظرَ منَ النافذةِ كي أقطعَ الشكَ في قلبي وأزيلَ عنهُ ثوبَ الذعرِ الذي اكتساه فجأةً.
خطوةٌ الى الأمامِ يتبعها رغبةٌ شديدةٌ بالعودةِ، دقاتُ قلبي تتسارعُ شيئاً فشيئاً والخوفُ يخيمُ المكانَ حولي، كُسِرَ زُجاجُ النافذةِ وتربعت سكينُ ذاكَ الملثمُ عنقي ظننتُ أنها النهاية صرختُ فلم يسمعني أحد، سأموتُ سأموت، ما هذا ما هذا توقف اهدأ اهدأ يا عقلي ما بالكَ تتخيلُ مالم يحدث استيقظ فنحنُ لم نقترب منَ النافذةِ بعد....... لحظة لحظة ما هذا الصوت، انه قادمٌ من داخلِ المنزل يبدو أن اللصَ تسللَ نافذةِ غرفةِ الجلوس لقد قلتُ لأبي مراراً وتكراراً أنها لا تقفلُ وعلينا إصلاحها وظلَ يؤجلُ الموضوعَ حتى حدثَ ما حدث ودخلَ اللصُ المنزلَ، ماذا سأفعل.
لن تنالَ مني أيها اللصُ اللعينُ، تظنُ أنَّ الجميع نائمون،كنتُ أرددُ هذا الكلامُ على مسامعِ قلبي الذي بتُّ أسمعُ صوتُ نبضاتها المتسارعةِ يملؤُ أرجاءَ الغرفةِ، اتجهتُ نحوَ بابِ غرفتي وذهبتُ الى غرفةِ الجلوسِ وهنا كانت القاضية.
نافذةُ الغرفةِ مفتوحة، حاولت الصراخَ لإيقاذِ أحدهم ولكن بلا جدوى وكأنِّ الخوفَ لجَّمَ حنجرتي، ذهبتُ الى غرفتي والدموعُ تنهارُ من عينايَ والخوفُ يرجفُ في قدماي وإذ بي أسمع ُ خطواتٍ قادمةً بإتجاهي منَ الخلفِ،أحسستُ أنني ألفظُ أنفاسيَ الأخيرة َببطءٍ أغمضت عينايَ وإذ بهِ يلتفُ حولَ قدمايَ ويتمسحُ بها وصوتُ المواءِ يعلوا أكثر فأكثر، التفتُ خلفي فوجدتها قطتي، تذكرتُ حينها أنني نسيتها في الخارجِ ولم أدخلها المنزلَ فقرَّرَتْ أن تلقنني درساً لن أنساهُ طيلةَ حياتي، بدأتُ أضحكُ وأبكي في ذات الوقت وأحترتُ بين توبيخِ القطةِ على الذعرِ الذي تسببته لي هذه الليلةُ أم شكرها أنها لم تكن لصاً في النهايةِ، ذهبتُ بها الى سريري ونمتُ بلا وعيٍ من شدةِ الخوفِ والتعبِ ومغامرةُ منتصفِ الليلِ التي عشتها.
-
Huda Akkawiطالبة فيزياء سنة رابعة .... هوايتي الكتابة..... المقالات الادبية او العلمية بنكهة ادبية
التعليقات
لكننى استمتعت بهذه الدوشه كثيرا
ا
عفارم انجه بالتركى اتكلم