9 قواعد في "الاتيكيت" للتعامل مع الكبار
جاء في الحكم "كل إمرى يعرف بقوله ويوصف بفعله, فقل سديداً وافعل حميداً" ففي كل يوم يرحل من بيننا كبير نتمنى ان يعود لنحسن اليه
نشر في 07 غشت 2019 .
دائماً ما نقول بان كبارنا هم البركة والخير في بيوتنا و مجتمعاتنا. ويذكر محمد المرزوقي مستشار في الاتيكيت بانه بالرغم من اننا مسلمين وعرب لدينا قيم و اعراف الا اننا نحتاج اليوم الى توعية المجتمع بذوقيات التعامل مع كبار السن خاصةً وان هنالك دراسات تشير الى ان الكبار في السن على مستوى العالم يتعرضون لسوء المعاملة الى العنف الجسدي, والنفسي, والمادي. وهي من القضايا المسكوت عنها والحقيقة المرة ان الابناء يشكلون الرقم واحد في اساءة التعامل فاذا كان هنالك كبير في السن يعيش معك في البيت سواء ام او اب جد, او جدة, خال او خالة, عم او عمة, او نزيل في بيتكم كيف تتعامل معهم, متذكراً بانه كلا منهم كان شاباً يزرع في سنينة الماضية المحبة و الكثير كم عانى وسهر, وكل ما يتمناه الاحترام , وان يجنى ثمار جهده.
و يختلف السلوك باختلاف الزمان والمكان فلكل مجتمع عاداته وتقاليده التي مارسها ويمارسها بشكل عفوي وبدون تكلف, وتختلف من بين بلد وآخر. فمثلا السلام والتحية عند اليابانيين الانحناءة وهكذا. غير ان هنالك أنواع سلوك عامة تسود المجتمعات الراقية, يستطيع كل انسان ان يكتسبها بالتعلم, وهي ما اطلق عليه الفرنسيون كلمة "اتيكيت" والتي تعني بطاقة " تيكيت".
والآداب الاجتماعية هي فن التعايش و حسن التصرف مع الآخرين غير ان هذا الفن يرتكز على كلمتين هما الذوق السليم وهو يتجلى في طريقة التحدث وأسلوب التصرف وحسن اختيار الناس. ويحق لك كسر أي قاعدة من قواعد الاتيكيت إذا عارضت الدين , والعادات والتقاليد, الصحة.
وهنالك آداب و اتيكيت للتعامل مع الكبار ابرزها 9 قواعد وهي ما يلي :
1. التحدث إليهم بوقار. واسألهم عن احوالهم وستلاحظ مدى سعادتهم.
2. عدم رفع الصوت في حضرتهم.
3. لا نتقدمهم في الجلوس في المجالس, وفي اماكن الانتظار لا تجلس وتدع كبار السن يقفون.
4. حسن استقبالهم والبشاشة في وجوههم. متذكرين وحدتهم خاصةً اذا فقدوا اكثر اصدقائهم ومن في سنهم.
5. التقليل من الحركة الزائدة في حضرتهم.
6. احرص على تلبية طلباتهم بنفس راضية.
7. انصت لحكايات الكبار حتى لو تكررت كثيراً, نظراً لضعف ذاكرتهم.
8. احترم ذكرهم في غيابهم والدعاء لهم.
9. استخدم دائماً كلمات التهذيب السحرية في اثناء التحدث معهم. وعدم مناداتهم باسمهم.
وللوالدين خاصة:
o ابدأ بالسلام عليهما.
o استئذن قبل الدخول عليهما وهو بقرع الباب.
o استئذن قبل الخروج من المنزل وعدم الخروج الا اذا سمحا بذلك.
o مخاطبتهما برفق وعدم رفع الصوت عليهما.
o عدم البدء بالأكل أو الشرب قبلهما.
وترى لطيفة اللوغاني مدربة ومؤلفة في الاتيكيت بان كبار السن يعانون من حساسية عالية جدا في التعامل مع من حولهم, لذلك من المهم ان نحسن التصرف معهم من خلال تفعيل ايقونة السحر الابيض وهي الاستماع الجيد للكبار مع عدم الانشغال بالجوال وغيره. وايضاً مراعاة التحدث معهم بصوت ومخارج حروف واضحة, مع عدم اخفاء حركة الشفاه بحيث نكون مواجهين لهم اثناء الحديث فالكثير منهم قد يكون سمعه ضعف, وبشكل عام يفرح المسن بمن يساعده دون ان يطلب, فعند وجود درجة بادر و اسند يده بيدك. عبر عن شعورك وحبك لهم.
ويذكر الدكتور محمد النابلسي بان العلاقات الاجتماعية مع كبار السن تسعدهم. و من الادب الكامل مع الجد والجدة ان تخدمهم بنفسك فرد الجميل للجد و الجدة هو اكرامهم, ولا يسعد الجد والجدة الا ان يرى احفاده واولاده واصهاره حوله وهذا ما يميز البلدان العربية. ولقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لا يجل كبيرنا ولا يرحم صغيرنا و لا يعرف لعالمنا حقه" ادي الذي عليك و اطلب من الله الذي لك. واحترامك للكبير سيجعل من اطفالك ان يقلدوك في المستقبل.
و لا شك بان الاجيال في تغير عن ما قبلها فالتقاليد تتلاشى من جيل لآخر فالعلم والعولمة التي ينادي بها الغرب هي أول من يدعو لمحو الكيان الأسري وتفكيك روابطه المتينه أذ تسلل للتربية وأصبح المربون كُثر فالتلفاز والانترنت و مايحمله من قنوات وبرامج تربي اولادنا بما فيها عقائد مختلفة. فالطفل يبني ادراكه بالصح والخطأ و بالفضيلة والرذيلة من مكان نشأته اي بيئتة الاسرية والتعامل فيها من تعامل والديه مع الكبار وغيرهم وكل اشكال المبادئ للطبيعة الانسانية.
واخيرا كبار السن لديهم خبرة في الحياة من خلال تجاربهم المختلفة استفد من هذه الخبرة لتضيف لعمرك عمرا, و عاملهم كما تحب ان تعامل. فدور البيت هو زرع الاخلاق و من ثم تقوم المدرسة بتنميته ويقوم المجتمع بصقله.
المصادر:
فن السلوك الراقي- منال العزيزي, فنون الاتيكيت- سناء سليمان,آداب المجاملة والاتيكيت- مي السديري.
-
eman إيــــــمانكاتبة ومدونة