لطيف أن نعيش دور المصلح رغم فسادنا

عباس عطيه عباس أبو غنيم

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا(103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن الله تعالى يمهل الظالم حتى يقول أهملني، ثم إذا أخذه أخذة رابية ) نهج البلاغة ج 1 ص 346.علينا أن نجعل الماضي السحيق بين أعيننا والحاضر الذي لا مناص منه كذلك ومن هذا الحديث نبتغي منه الفائدة ايضا ونستخرج من بين السطور شيء لطيف إلى أين نحن سائرون وعلى أي من الأحزاب نحن متكلون ......

بعد غياب حكومة البعث ومرتزقته ومجيء أحزابا الإسلامية تدعي القول دون الفعل مع وجود أحزاب غيرهم قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((لا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنما يسعى في مضرته ونفعك، وليس جزاء من سرك أن تسوءه، و من سل سيف البغي قتل به، ومن حفر بئرا لأخيه وقع فيه، ومن هتك حجاب أخيه انتهكت عورات بيته بأس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد )) المصدر ج 2 ص 51. لقد سمعت ممن يدعي التدين ان العراق أفضل بكثير مما سبق ونحن نعيش دور المصلح في الأرض دون الالتفات إلى الماضي والحاضر .

ومن هنا عليه أن أجعل الماضي تحت نظري وأقول كان الماضي كريه المنظر حكومة لعبت بشعبها في النار والحديد لم يستحق العيش الا نفرا ضال من أبناء العوجة وممن لحق بركبهم فهم يستحقون العيش الرغيد والباقي منهم تزجر وتدس في مطحنة الحروب العبثية التي راح ضحيتها كثير من أبناء الوطن الواحد وهذا واقع مؤلم عاشه الجميع إلا من تناسى هذا من جراء ما بعد عام 2003 وما لهذه السنوات من حرج رغم الإعلام الذي يصور الحقيقة كما هي لنعدها فضائيات ذات هدف ما ......

الحاضر وما لهذا الحاضر من شيء جميل مع وجود كدر في أغلب الأحيان منه وهل حقق هذا الحاضر ما كان يصبوا إليه في ايام المهجر أم كان كلام عابر كغيره ممن قال كانت الأحاديث تعبر عن جنة سوف يصبح العراق بعد ذهاب البعث لكن الحاضر أفسد واضر الناس في فسادة قال لي أحد المتدينين لم يكن هناك جسرا الا واحد وألان عدة جسور وهل الشعب يأكل جسور لن تغني من جوع ولا تسمن وهل فكت هذه الجسور المحنه أم كانت عبئ على الشعب ليقول لي مرة أخرا الناس اليوم تعيش في نعيم والقائمة تطول .........

ومرة أخرى مع متدين أخر يريد أن يذهب الصدقات إلى دولة جاره لنا ليقول لي اليوم يعيش الشعب بغذائية وكأنما تدر الوجبة على الشعب يوميا دون الالتفات إلى الفقراء والمعوزين الذين يعيش أغلبهم في العشوائيات ولم يتمكن من اللحاق بركب الذين صنعوا القرار من جراء جهل المواطن الفقير الذي وجد ضالته في أحزاب خاوية حرقت الأخضر باليابس دون الالتفات إلى الوراء .

لأختم الحديث عن الأحزاب السياسية بشقيها الإسلامي وغيرها الكل فشل بمشروعة دون التحقيق ولم يكن منهم مصلح واحد يضرب جذور المحاصصة الحزبية وخير دليل هذه الخمسة عشر عاما من حكمهم نعم فلنكن منصفين هناك مشاريع بنيت على ارض الواقع من خلالها وجدت بطالة لتدمر الزراعة وبناء عشوائيات لم تحسب الدولة أي حساب لها وهؤلاء سوف يكونوا قنابل موقوته تنفجر بتصريح من هنا او هناك ........

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( يا ابن آدم اعمل الخير ودع الشر فإذا أنت جواد قاصد، ألا وإن الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، قال الله سبحانه: " إن الله لا يغفر أن يشرك به " وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا، القصاص هناك شديد، ليس هو جرحا بالمدى، ولا ضربا بالسياط، ولكنه ما يستصغر ذلك معه) المصدر ج 2 ص 51.